مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

منع الحجاب إرهاب‏...شعار رفعه العلماء المسلمون


السيد هاشم صفي الدين: الصوت الإسلامي سيبقى مرتفعاً حتى العودة عن القرار الفرنسي الجائر. القاضي الشيخ أحمد الزين: شيخ الأزهر ارتكب خطيئة كبرى، لا يمكن التساهل إزاءها. أثارت قضية منع الطالبات المسلمات في فرنسا من ارتداء الحجاب، ردَّاتِ فعل من المسلمين في كافة أنحاء العالم. ومما زاد في تفاعل المسلمين مع القضية، الدعم الذي أظهره شيخ الجامع الأزهر محمد طنطاوي للقرار الفرنسي، وعلى الأثر دعا تجمع العلماء المسلمين في لبنان إلى اجتماع علمائي في كلية الدعوة الإسلامية في بيروت، من أجل الانتصار لحكم شرعي أوجبه اللَّه سبحانه وتعالى، ومن أجل مساعدة مؤمنات فرنسا بكلمة حق تقال. المؤتمر العلمائي حضره حشد من العلماء المسلمين، وتخللته كلمات أكدَّت على الغاية التي عُقد من أجلها.

* تجمع العلماء المسلمين‏
وقد تضمنت كلمة تجمع العلماء المسلمين، التي ألقاها رئيس مجلس أمنائه القاضي الشيخ أحمد الزين، التأكيد على أن حجاب المرأة إنما هو فريضة دينية، لا خيار في تركها: "الحجاب كخيار شخصي وكالتزام ديني ليس له أي بعد سياسي بل يجب على الدولة الفرنسية أن توفر الحماية للأفراد في خياراتهم الدينية والشخصية وفقاً لمبدأ العلمانية"، كما تضمنت الكلمة موقفاً من شيخ الجامع الأزهر الذي: "ارتكب بإعلانه الموقف الذي أعلنه خطيئة كبرى لا يمكن التساهل إزاءها لكونها تسي‏ء إلى المسلمين بشكل عام بسبب مخالفتها لما هو معلوم من الدين بالضرورة، وللمسلمين الفرنسيين والمسلمات الفرنسيات، لكونها تصب في دعم قانون يسي‏ء إلى دينهم وإيمانهم وحرياتهم، وقد أساء موقف الشيخ طنطاوي أكبر إساءة إلى مؤسسة الجامع الأزهر عندما زجَّها في هذا الموقف الذي تسرع به مجاناً مسايرة ربما لرغبة السلطة السياسية، كما نطالبه بالتراجع والاعتذار عما صدر عنه، وإلا ندعوه للاستقالة من منصبه لمخالفته إجماع المسلمين وما تسبب به من أضرار جراء موقفه".

* حزب اللَّه‏
كلمة الأمين العام لحزب اللَّه سماحة السيد حسن نصر اللَّه ألقاها رئيس المجلس التنفيذي سماحة السيد هاشم صفي الدين الذي رفض اعتبار الحجاب مساحة مفتوحة لأية جهة حاكمة تتصرف فيه وفق رؤيتها الخاصة، لأنه فريضة وتشريع في الدين الإسلامي. وفي سياق الحديث عن خلفيات القرار الفرنسي أكد سماحة السيد: "إن هذا القرار ذو خلفية سياسية ليست منفصلة عن الأحداث الجسام التي تحصل في العالم وفي منطقتنا تحديداً خاصة بعد كلام الصهاينة في مؤتمر هرسليا الذي أوحى بتدخلات صهيونية على نمط ما دأب علي فعله الصهاينة في أكثر من منطقة في العالم". وقد أعلن بأن الصوت الإسلامي العارم والهادر في كل العالم الإسلامي، سيبقى مرتفعاً وعالياً حتى عودة الحكومة الفرنسية عن هذا القرار الجائر، لأن هذا القرار يأتي "في سياق مشروع كامل يطال المسلمين وقوتهم في العالم، بل إنه يعكر صفو العلاقة القائمة بين الفرنسيين والعالم الإسلامي ويؤسس لعنصرية أحادية داخل المجتمع الفرنسي، ولا نعتقد أنها في مصلحة دولة تتغنى بحمايتها لحقوق الإنسان وحرية التعبير وتعلن إيمانها بالحوار حلاً لكل مشاكل البشرية، على الأقل هذا ما تدعيه".

* المحاكم الشرعية السنّية
وكان لرئيس المحاكم الشرعية السنية فضيلة الشيخ محمد كنعان كلمة حمّل فيها العلماء المسلمين مسؤولية الحفاظ على حدود وتشريعات الدين الإسلامي التي لا تقبل التغير أو الانقلاب، لأنها تختلف عن القوانين والدساتير الوضعية، وتساءل عن "الضرر في أن تكون هناك نساء محجبات متسترات في المدارس الفرنسية خصوصاً أن دولة فرنسا قامت على عدة مبادئ من جملتها الحرية". وأكد الشيخ كنعان بأن كلام شيخ الأزهر وموقفه من هذا القرار هو "تصريح سياسي وليس فتوى شرعية".

* المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى‏
ممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى فضيلة الشيخ فيصل الأتات رأى "أننا قادمون على حرب عقائدية تمس مجتمعنا، حيث جرى البدء بخطة جديدة لتمزيق العالم العربي والإسلامي، أول عنوان لها هو الإرهاب والثاني هو منع الحجاب وسيستمر هذا الأمر من عنوان إلى آخر من أجل محاربة المسلمين في مجتمعاتهم، لذلك لا تسامح في الأمر".

* حركة التوحيد الإسلامي‏
الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان شرح أهمية الحجاب في كونه تشريعاً لصون المرأة والحفاظ عليها من الأذى، وليس نوعاً من التميز الطائفي أو الديني إنما هو التزام بالأمر الإلهي وهو حجاب السيدة مريم بنت عمران عليها السلام وحجاب السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام "وما شرعه رب البشر لا يمنعه ويحظره البشر لذلك لا يجوز أن يكتم العلماء ما أمر اللَّه تعالى تحت أي ذريعة سياسية أو غير ذلك، كما أن الاجتهاد لا يكون في ما ورد فيه نص بحالٍ من الأحوال". وختم قائلاً: "ندعو شيخ الأزهر إلى التوبة عما قاله والاستقالة من منصبه فلقد أساء إلى الأزهر وإلى المسلمين وإلى الإسلام عند تصريحه بهذا الموقف كما أعطى الدولة الفرنسية الذريعة للمضي في تعنتها".

* الجماعة الإسلامية
ممثل الجماعة الإسلامية الشيخ أحمد العمري استغرب أن تكون تونس المكان الذي صرح فيه الرئيس الفرنسي جاك شيراك بتهجمه على الحجاب الإسلامي وباعتباره لباساً عدوانياً على العلمانية الفرنسية. وأضاف: "وهل يمكن أن تكون هذه القطعة من الثوب سفاكة للدماء مثل تلك القناطير المقنطرة والآلاف المكدسة من أسلحة الدمار الجزئي والشامل التي اخترعها الغرب ليدمر بها الحياة والأحياء".

* رابطة علماء فلسطين‏
أما رابطة علماء فلسطين فقد أكدت على لسان الشيخ داود مصطفى، واجب الدفاع عن الحجاب كونه من الأمور التعبدية والواجبات الشرعية وليس رمزاً دينياً أو سياسياً، أو مجرد مظهر أو إعلان عن الهوية كما زعم الرئيس الفرنسي جاك شيراك.

* البيان الختامي للمؤتمر
أصدر المؤتمر العلمائي بيانه الختامي، وأبرز ما جاء فيه:

أولاً: يؤكد العلماء المجتمعون أن ستر شعر المرأة المسلمة البالغة واجب لم يختلف فيه الفقهاء، وغير خاضع للاجتهاد، فهو واجب ديني وحق شخصي ليس لأحد منعها منهما، ولا نراه معارضاً للنظام العام، ولا علاقة له بما يسمى بالتعصب الديني أو إثارة الحساسيات.

ثانياً: على السادة علماء المسلمين العاملين في مجال الإرشاد الديني وخصوصاً المقامات العليا منهم، الالتفات والحذر من تمكين المعارضين للدين والإنسانية من أحكام الإسلام الهادفة إلى تقويم الإنسان على وجه الأرض.

ثالثاً: أن للمسلمين الفرنسيين الحق بالاستفادة من مدارس الدولة كمواطنين، لهم الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية، ويتوجه العلماء إلى أبناء المسلمين في الدول غير الإسلامية وخصوصاً فرنسا بتقدير جهودهم بإثبات بعض حقوقهم الدينية ويدعوهم للتشبث بها.

رابعاً: في الوقت الذي يطلب من المسلمين في فرنسا وغيرها القيام بواجباتهم تجاه الدولة كمواطنين فإن لهم عليها حقوقاً ينبغي توفيرها لهم ومنها حرية ممارسة الشعائر الدينية.

خامساً: أكد المجتمعون أخيراً تقديرهم للدور الفرنسي في قضية الشعب الفلسطيني المحقة وغيرها، مع لفت نظر الحكومة الفرنسية إلى أن إصدار قرار المنع يؤدي إلى دفع المسلمين وغيرهم لإيجاد المناخات التربوية والاجتماعية الخاصة، ويتهددهم ومن حولهم المجتمع الفرنسي بمخاطر العزل الثقافي الذي منع حوار الحضارات والدمج الاجتماعي الحقيقي.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع