مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

الحجاب في الإسلام: فريضة وتحرر

لقاء مع سماحة الشيخ محمد توفيق المقداد وسماحة الشيخ عبد الناصر الجبري‏

إعداد: سهام حيدورة


الحجاب هو عادة في الجاهلية استمرت وأقرّها الإسلام؟ أم أنها تشريع نزل به الوحي ونطق به القرآن كالصلاة والصيام؟ هل حجاب المرأة هو قيد يعيق حريتها في ممارسة حياتها الطبيعية أم أنّه ضروري يفتح أمامها أبواب الحياة كإنسان، بعيداً عن أي نظرة مختلفة؟ ليس الحجاب أول مسألة أثارت جدلاً في العالم الذي نعيشه اليوم، ذلك بأن الإسلام ديناً وأخلاقاً ومفاهيم، يشهد هجوماً مستمراً من مراكز الكفر العالمي بوجوهه المتعددة من استكبار وعلمنة وإلحاد... وإذا كان بعض "المثقفين" المحسوبين على المسلمين ينظرون لنزع الحجاب على أنه تحرر، وإذا كان بعض وعَّاظ السلاطين يبررون التساهل في التزام الحجاب، فإنّ جمهور العلماء المسلمين ينبرون للدفاع عن تشريعات الإسلام ومبادئِه مع كل محطة تتعرض فيها للانتقاص والتحريف.

يرى سماحة الشيخ عبد الناصر الجبري مدير كلية الدعوة أنّ الحجاب قديم قدم الإنسان، فقد "فرض الحجاب مع وجود المرأة، صنو الرجل وجاء الإسلام فأكد وجوب هذا الأمر" ويؤكد سماحة الشيخ محمد المقداد مدير مكتب الوكيل الشرعي لسماحة ولي أمر المسلمين الإمام السيد علي الخامنئي حفظه اللّه، هذا الرأي مضيفاً بأنّ الحجاب في الإسلام فُرض في المرحلة المدنية بعد أن أقام النبي الأكرم صلى الله عليه وآله دولة الإسلام في المدينة المنورة".
}
يقول سماحة الشيخ الجبري: "لا يوجد خلاف بين سائر المذاهب الإسلامية في وجوب الحجاب" ويتابع سماحة الشيخ المقداد "والأدلة على وجوب الحجاب كثيرة من القرآن الكريم، إلى السنة الشريفة التي تفصّل ما يجمل القرآن". ولعلّ الآية الأبرز التي تدلّ على وجوب الحجاب قوله تعالى في سورة النور الآية 31 ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ...وبالاستناد إلى هذه الآية يجب على المرأة أن تستر وجهها وكفيّها، ويفصّل الشيخ المقداد هذا الحكم بضرورة أن يكون اللِّباس الساتر فضفاضاً لا يبرز مفاتن المرأة، كما يحرِّم وضع الزينة على الوجه والكفين". ويضيف الشيخ الجبري: "بأن الوجه يجب ستره في حال الخوف من الوقوع بالفتنة وذلك في الزمن الذي لا تجد فيه المرأة الأمان على نفسها". ولعل كثيرين يتساءلون عن سبب تشريع الحجاب وآثاره الإيجابية في المجتمع، يقول سماحة الشيخ الجبري في هذا المجال: "إن الهدف من شرعة الحجاب هو الحفاظ على المرأة وكراماتها من أن يتعدّى عليها الغادي والرائح... لأجل الحفاظ على العرض والإنسان...".

أما سماحة الشيخ المقداد فيذكّر : "بأن الهدف من تشريع الحجاب هو الحفاظ على إنسانية المرأة ودورها في المجتمع عنصراً فاعلاً كالرجل تماماً...". ويلفت إلى ملاحظة مهمة وهي: "أن المرأة إذا لم تكن محتشمة في لباسها ومتسترة عن الرجل لنزلت قيمتها في عينه، وهبط مستواها الإنساني أيضاً ولذلك كان الحجاب وسيلة للحفاظ على إنسانية المرأة". وبالنزول إلى أرض الواقع ولا سيما في المناطق التي ينتشر فيها الحجاب، لا نلاحظ أي مشكلة للمرأة المحجبة في ممارسة دورها في أي مجال من مجالات العمل والعلم والحياة اليومية، في تسوقها ونزهتها... وهذا ما يؤكده الشيخ المقداد حين يقول: "إن ما نراه اليوم من المرأة المسلمة المتحجبة في البلدان الإسلامية لأكبر دليل على حرية المرأة في حياتها، فهناك نساء محجبات يمارسن الدور السياسي في البرلمانات مثلاً، والاجتماعي والثقافي والفني... الخ" ويتابع الشيخ الجبري: "نحن من خلال التاريخ، نرى أن المرأة المسلمة المحجبة خرجت مع الجيوش تطبب الجرحى، وهي أيضاً من ناحية أخرى تساعد زوجها في عمله، زراعة، وتجارة، وغيرها بخلاف كثير من المجتمعات التي استعبدت المرأة أو استعملتها سلعة رخيصة" ويعلق الشيخ الجبري بأن "المرأة المسلمة حاضرة في جميع الميادين ولو كان هناك مانع ديني شرعي لما استطعتِ أنت أن تقومي بهذه المقابلة..!".

وفي ظلّ الضغوطات الهائلة التي تتعرض لها المسلمة الملتزمة بفرض الحجاب، يسارع البعض إلى التساهل في هذا الموضوع من خلال اعتبار المسلمة المحجبة التي تُمنع من ارتداء حجابها بحكم المضطرة التي يباح لها خلع الحجاب، يقول الشيخ الجبري: "الحجاب فرض من فرائض اللّه تعالى على المسلمين وهو ليس مظهراً يدلُّ على أن هذه المرأة مسلمة بل هو فرض واجب، كالصلاة والصوم والزكاة من ساعة صدور هذا الحكم وحتى قيام الساعة لا يستطيع أحد أن يُخرِّج للناس فتاوى من أجل التخلص من هذه الفريضة... والذي يتخلّى عن الحجاب يكون بالتالي قد تخلى عن جزء من دينه والذي يترك الجزء كأنه ترك الكل، كما يقول اللّه سبحانه وتعالى: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ..." والحجاب بحسب تعبير سماحة الشيخ المقداد: "ليس زيّاً شعبياً ولا شعاراً سياسياً يلبس للتعبير عن موقف ما.. بل هو واجب إلهي لا ينفصل عن الواجبات الأخرى". فالمشكلة كما يتضح ليست نابعة من حجاب المرأة المسلمة ولا من أوساط المسلمين بقدر ما هي ناشئة من النظرة السطحية إلى هذا الحكم الإسلامي، ولاسيّما من بعض الغربيين والمعجبين بهم الذين لا يحتملون رؤية تعاظم الانتشار الإسلامي في بلدانهم ولذلك تساق الانتقادات التي لا تكون موضوعية في غالب الأحيان...!

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع