مهداة إلى روح الفقيد العزيز الدكتور الحاج حسن القلاَّ
حنان الساحلي
عندما تكبر الأحزان..
وتدق باب قلبي بلا استئذان...
تستيقظ الأشجان الموشاة... بصدى أنين الألحان.. لتسكن فيه... فشراييني بها مزجت..
ومع عتاب الأنغام.. تنسل من روحي زفرات آلام.. تحتل ذاكرتي لوحات أحلام.. خلتها دواء حاضري من الأسقام.. وليوم الوداع عندها حكايات..
ما بين الدمع والمآقي رسم قوارب اتشحت أشرعتها بالسواد وما بين النسيم والأشرعة رسم مأتم ارتفعت أيادي الملوعين فيه لتتمايل مودعة كسنابل قمح بائسة.. أيقنت إن موعد الحصاد قد حان..
لكن.. بين الروح والقلب تراجيع كلمات من نور هداية الرحمن.. ليطمئن القلب بذكره.. وتخلو الروح في عمق أنسه.. ولْتلهجِ الألسن.. إنّا لله وإنّا إليه راجعون...
وتعود القوارب المثقلة بعبء الحنين.. لتبحر في البحر العباب.. تصارع الأمواج العاتية... وترفض الرضوخ في عالم الإنصياع.. يرافقها الدمع رقراق على الوجنات فدرب المحزونين آلام تواسيها دموع الاصطبار.. وترفض السنابل أن تنتهي إلى العدم.. فهي خبر الجائعين.. غداء المقاومين حلوى الصغار.. ولأنها استطاعت رسم البسمات على الوجنات فهي لن تموت.. لن تلد شيء.
ويبقى الحق ساطعاً. والباطل إلى الفناء إلى الفناء...