مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مجتمع‏: يوم التكليف: عيد المحجبات الصغيرات‏

كابي جعفر

 



"من الجدير بالتقدير أن يصبح يوم التكليف يوماً خاصاً بالنسبة لفتياتنا وبناتنا العزيزات، وأن يتحول عيداً، عرساً، ويوم فرح"(*). هذا ما قاله سماحة الأمين العام لحزب اللَّه السيد حسن نصر اللَّه في أحد احتفالات التكليف السنوية، التي أشاد بأهميتها كونها ذكرى خاصة ومميزة تبقى في أذهان الفتيات وتشير إلى بداية قبول اللَّه بطاعتهن له. تكريس الاحتفالية السنوية لتكريم المحجبة الجديدة في سن تكليفها يترك أثره في نفوس المكلفات اللاتي ينتظرن هذا اليوم بفارغ الصبر. وكانت المؤسسات الإسلامية في لبنان قد حملت على عاتقها هذا الأمر، فهي تتجهز طوال العام لهذا اليوم ليبرز في أبهى حلة من خلال احتفال سنوي واسع تتخلله الأعمال الفنية التي تتمحور حول هذا المفهوم، ويكرمهن فيه الأمين العام أو من ينوب عنه، كما تجتمع فيه العائلة والمدرسة والأحبة فرحين ببناتهن اللواتي يتألقن بلباسهن الأبيض والحياء يعلو ملامحهن، وهن يستلمن هدية تكليفهن.

* فرحة المكلفات بالحجاب‏
في حفل التكليف هذا العام والذي أقامته في بيروت المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم (مدارس المهدي) بمشاركة مدارس إمداد الإمام الخميني في حفل موحد لتخريج المكلفات، إلتقينا فتيات يزهين بلباسهن الناصع الجميل، قلن كلمتهن بثقة وراحة تامة معبرات عن طبيعة شعورهن في هذا اليوم المميز:

"وأنا في الحفل قلبي يدق بسرعة، إسمعيه، كما أنني سأشعر بالخجل عندما سأمرّ على المسرح". وتكمل المكلفة سليمة حمود العائدة حديثاً من أميركا (وهي من مدارس الإمداد): "تحجبت وعمري ثماني سنوات في أميركا مع رفيقاتي: سيدة (اليمن)، ورانية (فلسطين) وعهد (العراق)". أما المكلفة غنى الأتات (من مدرسة المهدي شاهد) فتقول وهي تتحضر لاستلام هديتها: "أشعر في هذه اللحظة أنني سأطير من الفرح وأشبه بثوبي الأبيض هذا الملائكة، وهذا ما يجب أن أبقى عليه دائماً". وتعبِّر المكلفة فاطمة الزين (مدارس الإمداد) عن تعلقها بالحجاب قائلة: "أحببت الحجاب وعمري سبع سنوات، أبي علمني الصلاة والخطأ والصواب وأمي اهتمت بحجابي، وعندما أخبرتني أنه حان وقت تحجبي فرحت كثيراً". ومن قسم الصعوبات التعلمية في مركز الرعاية والتأهيل لإمداد الإمام الخميني، إلتقينا في الحفل بالمكلفة زينب سرحان. وعن حجابها تخبرنا زينب: "قالت لي أمي إنها ستحجّبني فأجبتها أنني أريد ذلك، لأن اللَّه يريد ذلك أيضاً، فرحت كثيراً بالحجاب وكانت لي حفلة خاصة، وأحب أن أقول للفتيات أن يتحجبن حتى لا يحاسبهن اللَّه في الآخرة حساباً عسيراً".

المكلفة ريّان حمادي (مدرسة المهدي شاهد) تؤكد على أهمية التمسك بالحجاب: "اللَّه أمرنا بالحجاب، وعلينا التمسك بالسيدة فاطمة والسيدة زينب... إشتريت ثياباً شرعية مع إيشاربات.. ولن أخلع حجابي مهما يكن. أنا سعيدة جداً بهذا اليوم، لأنه كان آخر يوم لي دون حجاب، وسأبدأ مع رفيقاتي يوماً جديداً برفقة حجابي". المكلفة مروة توبة (مدرسة شاهد) تصف فرحتها الشديدة بحجابها: "أختي أكبر مني، أعجبني حجابها، عندما كنت أصغر كنت أرتدي (إيشارباتها)، وما إن جاء يوم تكليفي حتى لم تسعني الفرحة، فمن اليوم سيصبح لي حجابي الخاص؛ والجميل أنني كُلفت في يوم الشهيد، ويومها قمت بزيارة كل أقاربي وأنا فرحة بحجابي". المكلفة ملاك عفيف (مدرسة شاهد) ابنة شهيد الوعد الصادق كمال عفيف، ترى في عينها حزناً وفرحاً في آن واحد وهي تعبر عن السبب بقولها: "استشهد والدي في حرب تموز (الوعد الصادق). كان يقول لي يجب أن تتحجبي لأن اللَّه لا يحبك بدون حجاب". إرتديت حجابي يوم عملية الأسر، والحمد للَّه رآني والدي وأنا محجبة، وهذا ما أسعده، وأنا وحيدته بين إخوتي الصبيان، ولم تمض أيام حتى استشهد. كنت أتمنى أن يكون معي الآن في هذا الحفل الجميل، أقول له أعدك بأن أكون دائماً على خط السيدة الزهراء وعلى الخط الذي تحب".

* الاحتفال محطة مهمة
يشير الشيخ ياسر فلحة (مدير الثقافة والتربية الدينية في المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم) إلى أهمية احتفالات التكليف بالنسبة للمكلفات، مؤكداً على أن هذه الاحتفالات تسهم في بناء الموقف الإيجابي من الحجاب، كما تسبقها تحضيرات على مستوى التأهيل الديني وذلك من خلال الحصص الدينية المخصصة للتلميذات، ودور المرشد الديني في كل مدرسة مما يقدمه من توضيحات خاصة بالحجاب، إضافة إلى أهمية العمل المسرحي في الاحتفال الذي يسعى المعنيون لأن يحتوي كل الشروط الفنية اللازمة، وانتقاء الهدايا المناسبة للمكلفات. ويلفت الشيخ فلحة إلى أن المؤسسة الإسلامية ومدارس الإمداد تستقبل التلاميذ من كل الفئات مع تنوع بيئاتهم المختلفة من حيث الالتزام الديني، ومع هذا فكل الفتيات يسعدن باشتراكهن في حفل التكليف والتزامهن بالحجاب. وبدورها جمعية التعليم الديني الإسلامي تحضّر سنوياً احتفالات تتوزع على المناطق، حيث تنتشر مدارسها. ويقول الشيخ صلاح العس (مدير دائرة التربية الدينية في مدارس المصطفى): نحرص في احتفالاتنا على الناحية المعنوية، فالشخصيات المحببة لدى الفتيات هي التي تقدم الجوائز. هذا العام قدم سماحة الأمين العام السيد حسن نصر اللَّه كتب أدعية مذيلة بختمه الذي يترك أثراً جميلاً لدى المكلفة، كما قدم سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل اللَّه ساعة يد للدلالة على زمن الصلاة. أما السفارة الإيرانية فقدمت سجادة صلاة، وبلدية الغبيري قدمت المصحف الشريف.

إضافة إلى هدايا تقدم للمكلفة من ثوب صلاة ووسام التكليف. ويضيف: احتفالات التكليف تلاقي قبولاً حسناً لدى الأهل عاماً بعد عام، مما يُشعر المكلفة أن لها محطة مهمة جداً في حياتها وتفهم دورها في الحجاب الذي تتهيأ له قبل ذلك من خلال المدرسة والأهل. وتماثلاً مع كلام الشيخ تؤكد المكلفة زهراء قشوري (من مدرسة البتول) على أهمية الاحتفال عندها: "تكلفت في حرب تموز قبل يوم من قصف البارجة، كان عمري وقتها 9 سنوات هجرية وكنت أعرف عن الحجاب والصلاة من خلال المدرسة. شعرت بالفرحة والسعادة. في احتفال التكليف كنت أشعر أنني في مرحلة التقرب من اللَّه، لأن الحجاب شي‏ء مقدس". أما زهراء قصير فتشير إلى معنى الحجاب قائلة: "الحجاب بالنسبة لي رمز الإيمان". وتعبر رفيقتها حنين الموسوي عن فرحتها أيضاً: "تحجبت قبل الحرب بشهر، قال لي أهلي إن الحجاب يزين وجهي، يوم التكليف شعرت بالفرح لأنني أفتح صفحة جديدة من حياتي وسيصبح كل شي‏ء واجباً عليّ وكأنني ولدت من جديد". ونختم بأمنية أطلقها الشيخ صلاح العس قائلاً: حبذا لو يكون هناك احتفال مركزي لكل المؤسسات الإسلامية ويحتفل بهن في المدينة الرياضية مثلاً مما يعطي انطباعاً جيداً ومميزاً.
 


(*) كلام لسماحة الأمين العام في حفل التكليف في 10 - 3 -2002.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع