مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

آخر الكلام‏: هذا ما صنعت يداي‏

إيفا علويّة ناصر الدين

 



"باللَّه عليك يا أم محمود، أخبريني، أي لعنة حلَّت بك؟ وأي داء أصابك، فرماك أسيرة هذا المشهد البائس اللعين؟ بل ماذا دهاك لتحشري نفسك في إطار هذه الصورة البغيضة المزرية؟".

 صِحْت في قَرارة نفسي، وقلبي يعتصر ألماً لجارتنا القديمة، وأنا أنظر إليها تخترق بخطواتها المتمهِّلة أنظار المارة، مختالة بابنتها الشابة التي ترافقها بمظهرٍ أقلُّ ما يمكن أن يقال فيه إنه بعيد عن أي حشمة ووقار! أليس فادحاً منظر امرأة محجَّبة تُمسك، بكل فخر واعتزاز، بيد ابنتها الغارقة في سفورٍ فاحش، لتقدِّمها بين يدي المجتمع وعلى طبق من ذهب: أنظروا هذا ما صنعت يداي!

ألن يكون لسان حال وجدان مجتمعنا الإسلامي: لا، لا يا صانعة الأجيال، ما هكذا الظن بك، يا ربيبة الزهراء عليها السلام سيدة التقى، يا وريثة زينب عليها السلام أميرة الهدى، ما عهدناك إلا قرآناً يتلو آيات الطهر والعفاف، ما عهدناك إلا مدرسة تخرِّج خيرة الرجال والنساء. ما عرفناك إلا قلباً رؤوفاً يبعد بدعائه عنا شر الهلاك، ما عرفناك إلا يداً رحيمة تسير بنا إلى سبل النجاة.

 فحذارِ أن تغرَّنَّك أقنعة المظاهر الفتاكة، وحذارِ أن تسيري بقدميك إلى المصيدة فتوقعينا جميعاً في شباك اللاحضارة واللاإنسانية، حضارة اللهو والعبث، وإنسانية الجسد الفارغ والقلب الغافل والعقل التائه.

فيا أيّها المتربعة على عرش التربية، بإمكانك الاختيار بين أن تكوني مهلكة أو منقذة. أما نحن، فلا نريدك إلا صانعة الأجيال.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع