ولاء إبراهيم حمود
إلى الشهيد محمد شبيب محمود..كلمات بلسان أمه التي رحلت قبل أوانها، فلم تفرح به شهيداً.
نورٌ بوجهك أم في القلب أنوارُ
يا خفقة القلب، فيك القلب يحتار
من أين تأتي بهذا السِّحر طلتك
وبسمة الفجر في عينيك تختارُ
إن تنسج الصبح لوناً من شهادتك
يا طلعة الصبح، يزهُ فيك نوَّارُ
أيام دهري حنت تبكيك نائحةً
يا حدقة العين، حزن القلب أنهارُ
سيقضي العمر نزفاً بعد غيبتك
هل غبت حقاً، فغابت معك أسرارُ؟
يا سرَّ عمري وفرحته ودهشته
يا طيف حلْم، ونهر الدمع مدرارُ
ما كنت أحسب أن أرثيك في زمن
لمن سواك ستحلو اليوم أشعارُ
ما أعذب الشعر يشدو من بسالتك
ملاحم المجد، للأجيال أنوارُ
شعر لمسراك يُدني الشمس من وطني
وشعرٌ لقامتك الشمّاء أزهارُ
وشعر لزينب يدنو من شجاعتها
إذ تكتم الشوق، تخفي الوجد أمطارُ
يا حبَّ زينب(*)، يا قلباً يشاطرها
عزف الحياة نشيداً، تلك أوتارُ
قد كان قلبها جمراً والدموع جوىً
لا يطفىء الدمع جمراً، فاض إعصارُ
لا يكتب المجد نصراً في ملاحمنا
إلا الرجال مثالك، أنت مغوارُ
ولا البطولات لغو القول يصنعها
لا يصنع النصر إلا الدم فوَّارُ
دم الحسين يعيد الطف ثانية
دم الحسين مقاومة وتذكارُ
لن تنسى زينب قولاً أنت قائله
حبُّ الحسين سراجي والهوى نارُ
فوق الضريح يبقى وجهك باسماً
فخراً باسمك ستهتدي الأحرار
يهنيك زينب أن عرسك عرسه
وأن ملائكة السَّما الزوُّارُ
يهنيك أنه بات يسكن منزلاً
فيه الرسول وآله الأطهارُ
وأن روحه في النَّعيم مكرّمٌ
قرب البتول يضمه الكرَّارُ
وأن قلبه يهدي قلبك موعداً
في غرف الجنان سترفع الأستار
(*) زينب خطيبة الشهيد