مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَك

أمل القطَّان


تأمُّل سريع في آيات الذكر الحكيم، يكفي ليكشف عن معالم شخصية النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم التي خطتها الآيات الكريمة، ويُظهر المقام السامي والشامخ الذي له عند الله، ويُبين طبيعة العلاقة التي يجب أن تكون بين المؤمنين وبين خير خلق الله.

لذلك جاء هذا المقال ليقدم فهرساً أولياً للآيات التي حكت تلك المعالم، علّها تفيدنا في تقوية الارتباط بالنبي الأكرم، سنعرضها ضمن ثلاثة محاور:

* المحور الأول: معالم شخصيته صلى الله عليه وآله وسلم كما رسمها القرآن الكريم
أ- بشرٌ مثلكم: من لطف الله وكرمه أن بعث للناس {رسولاً من أنفسهم} (آل عمران: 164) هو بشر مثلهم لكن له ما يميزه عنهم {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} (الكهف: 110).

ب- على خلق عظيم: لقد منَّ الله على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في القرآن بأن شرح له صدره، ووضع عنه وزره، ورفع ذكره {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} (الشرح: 1-4) ونعته وهو خير من يصف بأنه على خلق عظيم {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4)، بل لقد فصّل تعالى نواحي هذا الخُلُق {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (التوبة: 128) {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران: 159).

ج-أجمل وصف: ولعلّ من أجمل ما وصف به النبي صلى الله عليه وآله وسلم كونه عبداً استحق مقام القرب والتدلي بعد أن أُسري به {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الإسراء: 1).

د- أسوة حسنة: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للناس أسوة حسنة {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً} (الأحزاب: 21) حيث إن الله طهره وأذهب عنه الرجس {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} (الأحزاب: 33) وعصم لسانه من أن ينطق بهوى {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَ وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} (النجم: 1-5). ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومن معه شديداً على الكفار رحيماً على المؤمنين كثير العبادة {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} (الفتح: 29).

* المحور الثاني: مقامه عند الله عزَّ وجلَّ
أ- رسولاً إلى كل الناس: لقد اختار الله نبيه محمداً صلى الله عليه وآله وسلم ليكون رسولاً إلى الناس جميعاً {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً} (الأعراف: 158).

ب- خاتم الأنبياء: وجعله خاتم النبيين{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} (الأحزاب: 40) وآتاه الله سبعاً من المثاني وأنزل عليه القرآن {آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} (الحجر: 87)، وهو نور يهدي الناس إلى صراط الله ورضوانه {قَدْ جَاءكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (المائدة: 15- 16)، ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة. وهذا من عظيم نِعم الله وفضله على المؤمنين {لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ} (آل عمران: 164).

ج- مقام القرب: لقد اختار الله نبيه محمداً صلى الله عليه وآله وسلم ليكون عبده الذي اقترب فدنا وتدلى، وحَظِي بلذة القرب الأقصى الذي لم يبلغه مخلوق سواه، بحيث لا يمكن حتى لجبرائيل الاقتراب. هناك أوحى الله تعالى لعبده دون واسطة {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} (النجم: 18-17).

د- المقام المحمود: وأعطاه المقام المحمود، ولعله مقام الشفاعة الكبرى الذي سيغبطه عليه الأولون والآخرون يوم القيامة {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} (الإسراء: 79)، وجعله الشهيد على الشهداء {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاَءِ.. } (النحل: 89)، والشهيد على أمته التي أعطاها أيضاً مقام الشهادة على الأمم {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} (البقرة: 143).

هـ- صلاة الله عليه والملائكة: لقد صلى الله عليه وملائكته. وصلاة الله على النبي تختلف عن صلاتنا وصلاة الملائكة، فهي رحمة خالصة جسّدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وجوده المبارك {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (الأنبياء: 107). وأمرنا تعالى أن نصلّي عليه لأن صلاتنا عليه اتصال بتلك الرحمة الإلهية المهداة إلينا علّنا ننال منها ما فيه صلاحنا وكمالنا {إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} (الأحزاب: 56).

* المحور الثالث: معالم العلاقة بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم
بيّن القرآن الكريم مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصفاته لتكون حجةً لكل ذي لبّ، فيعرف قدر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ويقيم علاقة الحب والولاء والطاعة، وما تستلزمه من مستلزمات تعتبر شرطاً وضرورة للسير والسلوك إلى الله، بل ينتفي السير بانتفائها فكان:
أ- وجوده منّة إلهيّة: بأن جعله عزَّ وجلَّ أماناً لأهل الأرض من العذاب{وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (الأنفال: 33).

ب- أولى بالمؤمنين من أنفسهم: وكان صلى الله عليه وآله وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ.. } (الأحزاب: 6)، بل كان شرط ثبوت الإيمان هو تحكيم الرسول فيما يقع بين المؤمنين من خلاف أو ما يرد عليهم من أمور الدنيا {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} (النساء: 65). بل إن ولايته صلى الله عليه وآله وسلم تصل إلى أن اختيار الرسول للمؤمن وقضاؤه له ملزم بسبب ولايته العامة على النفس والمال {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِيناً} (الأحزاب: 36).

ج- مصدر من مصادر التشريع: وكان صلى الله عليه وآله وسلم مصدراً من مصادر التشريع الإلهي {.. وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (الحشر: 7).

د- علامة محبة الله: أما اتباع الرسول فهو، كما ورد في القرآن، علامة محبة الله وسبب مغفرته {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} (آل عمران: 31-32). وجعل طاعة نبيه طاعته {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً} (النساء: 80). وهي سبب الهداية والفلاح {قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ} (آل عمران: 32). بل إن كان حب الأهل والولد والمال والمسكن و.. أشد من حب الله ورسوله فهذا فسق توعّد الله عليه بقوله {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (التوبة: 24).

هـ- علاقة الرسول بالمؤمنين: وكما أمر الله تعالى المؤمنين بالصلاة على نبيه لتكون صلة معه، أمر نبيه بالصلاة على المؤمنين لما لهذه الصلاة من أثر في سكونهم واطمئنانهم. وهنا الصلاة بمعنى الدعاء {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَالله سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (التوبة: 103).

ومن جهة أخرى يبين لنا القرآن الكريم آثار وعواقب إيذاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأي نحو من الأنحاء، ويتوعد من قام بإيذائه بالعذاب الأليم {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (التوبة: 61). وهم ملعونون في الدنيا والآخرة {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الله وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً} (الأحزاب: 57).

من أعظم ما يوقد شعلة الوجدان، ما يبينه تعالى عن شفقة رسوله وألمه على من لم يؤمن برسالة الإسلام فتارة يسليه {طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} (طه: 1-2) وتارة يخبره بأنه غير معني بالنتيجة {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِر} (الغاشية: 21- 22) وتارة يخاطبه بخطاب شديد الشفقة، خوفاً عليه من حزنه الشديد الذي قد يودي به إلى الهلاك من شدة التحسر {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلاَ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} (الشعراء: 3).
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع