عقد مضى، والجرح ما هانا
لا زال يهدر في حنايانا
في كل قلب غصة، وعلى
الأجفان دمع سال هتّانا
وضلوعنا الصمّاء، لو نطقت
لتفطرت دمعاً وأحزانا
لبنان يا وطناً تعوّد أن
يهدي نفوس بنيه قربانا
ومشاعلَ للحق مشرقة
بسنى الفدا، يختال جذلانا
يا موطن الأحرار، يا بطلاً
عزف الإبا والفخر ألحانا
لم تعرف الأمجاد مذ خُلقت
إلا ذراك الشمّ أحضانا
وثراك حدّث عنه، لا حرج
مهد القداسة منذ أن كانا
ودم الكرامة في مفاصله
يسري، ويهدر فيه بركانا
زغرد، فهذا العرس قد عبقت
ملء الدنى ذكراه ريحانا
عرس الدماء الغُرّ إذ رفعت
للنصر والتحرير بنيانا
عرس الشهادة في تألّقها
حتى يصير الموت عنوانا
لحياة شعب مارد رفضت
هاماته ذلاً وإذعانا
وجبينه في الشمس مسكنه
اتخذ النجوم الزهر تيجانا
بوركت يا أيتها الأرض التي جمعت
في تربها عزماً وإيماناً
يا واحة للعز خالدة
يا مرقد الشهداء، يا قانا
داليا علي قاسم