أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

أول الكلام: ثقافة الحياة: خفقة البيارق والكتابة على الماء

الشيخ يوسف سرور

 


راحت الظواهر في توارد مرسوم من أجل تكوين صورة، ظن صنّاعها أنها نهائية للمشهد المقبل.. أخذت الأشكال طريقها نحو مواقعها في محاولة لتشكيل الصورة.. المطلوب تكريس واقع تتبدّى معالمه بحيوية زائفة، واقع تتجلى ملامحه من خلال فعاليات تسهم في إنجاز نصيبها من ذلك المشروع الموهوم، الذي تقوم دعائمه على ثقافة زعموا أنها ثقافة للحياة.. وترتكز أعمدته على أسس زعموا أنها ثقافة الوصل والسلام... عليلاً كان ذلك الريح الغربي، تكاد أوراقهم المبعثرة لا تشعر بنسائمه.. يجمع اللاعبون أعتدتهم وعديدهم، في عملية تجهيز لعمل "نوعي" مرعب.. يجهز على الآخر، في سياق خنقه المتواصل منذ زمن..

يريد الواهمون أن يغرقوا مركب الأحرار في بحر فجورهم المتلاطم.. وأن يلوثوا الأيادي البيضاء التي اعتاد الطيبون على عطاءاتها، وأدمنوا استمداد خيراتها.. يريدون أن يظهروا الأبرار بمظهرهم مظهر البائسين والفجار.. أو أن يقفلوا عليهم الآفاق في سعي يائس لحشر الشامخين في زاوية تضطرهم إلى الهروب أماماً، ومن ثمّ الخروج من مقامات العزة وصناعتها.. إلى عزلة القنوط والانحدار النهائي السريع.. حفروا الهاويات وأوغلوا في تجويفها، ونصبوا الشراك وأحكموا حبكها.. ظنُّ الأغبياء أن نجباء الأرض سرعان ما يلتف حبل الوقيعة، فيكبّل بنيانهم والأطراف، ويشتد امساكه بالأعناق والأوردة.. يا للمفارقة.. أوداج أسيادهم لمّا يلتئم انقطاعها، وسيل دمائها لمّا يتوقف نزيفها.. وتحطُّم أنيابهم ما زال تردُّدُ صداه المريع يؤنس أسماع المستضعفين. ألم يردعهم انهزام بأس الشياطين، ولواذ فلولهم ببقايا جحورهم!؟.. ألم يمنعهم انسحاق قوى البغي وتهشُّم عظامها تحت قبضات أهل الله وجبروتهم!؟

بلى.. غرَّهم حِلمُ رجال الله وأنهم لا يأبهون لأقزام الحارات.. بلى.. تمادوا، لأن أهل الحق ساووهم بأنفسهم، واعتبروهم إخوة ضالين، مغرراً بهم، وأن اليوم الذي يعيدهم إلى صوابهم لا بد آتٍ... يا لحماقة صبية الأزقة المتسكعين على أرصفة هيئات الأمم!  يا لغباء الأطفال المذعورين، ظنوا يد الرحمة الحانية على يُتْمهم، المشفقة على طفولتهم ظنوها عاجزة... ما ميّزوا بين الضعف والحلم، ولا بين الخوف والاصطبار... ما العمل..!؟ بدا للعالم أن ما جمعوه لم يعدُ كونه طائراتٍ من ورق، وجحافل من ألعاب الصبيان، التي يجمعها الأطفال لساعة لهوهم ثم لا يلبثون أن يدعوها ليد الزمان والإهمال... ومضة من بروق رجال الله تلقف ما صنعوا، وتقلب سحرهم ووهمهم على أنفسهم، تُفهمهم أن الساحر لا يُفلح حيث أتى!... خفقة من خفقات بيارق رجال الله تجعل بنيان الحمقى قاعاً صفصفاً، وركاماً تلتحف جدرانُه أسقفَه... صفعة من كفِّ يد الغيب، تُفهم الإخوة الصغار أن العبث مع الكبار لا يليق بهم، وتعيد إليهم بعض رشدهم عسى ولعل ـ، وتخبرهم أن ثقافة الوصل هي هذه التي يعلّمها أهل الرحمة لإخوتهم ولأهل الأرض.. وأن ثقافة الحياة هي التي تصوغ حروفَها حركاتُ بيارق المجاهدين.. لا ما تخطه أيادي الحمقى على صفحة ماء بحر الأمة المتلاطم...!!




 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع