ندى بنجك
إلى أستاذ المدرسة، والقائد القدوة، الشهيد الكبير عماد مغنية "الحاج رضوان"
.. هكذا يكتملُ التاريخ
الثورة دائماً على موعدٍ مع الدم
والدم صار لون كل شيء
وجه كل شيء
من يوم ارتدى فيه "شباط" قبضة الريح
وصار البرق نشيد كلّ صوت
صار المطر دمعاً وفجراً
ويوم الشهادة بزمن
أمس.. كان مجْمع سيد الشهداء
يهنأ بليلة حُلم
يرفل بالأنوار
يعبق بجنة رياحين وغار
يسهر مع حبيبٍ لم يره
في الباحة الفسيحة المغلقة
كان التاريخ الجليل
والقائد الاستثنائي
سيفُ كل معركة
والجبل في أرض حزب الله
"الحاج رضوان" عماد مغنية
المساء مفعمٌ بالرّهبة
فالاسم قضية..
والوجه صورة في كل قلب
من الآن.. الحكاية معلنة
هذا هو ربّان السفينة
مِنْ زمان وهو يعبر بنا بحر النار إلى شاطئ الوجود والكرامة
فماذا نفعل
يا أمير سيرتنا اليومية؟
هل نرصف رمش العين ريشة ونرسمك؟
هل نعصر دم القلب نكتبك أو نلوّنك؟
ماذا نفعل
وقد عشت زمانك مخفياً
لتبقى المقاومة هي الظهور.؟
لم نذكر اسمك
ولم نبصر وجهك
لم نأتِ إليك في مهرجان
لم نسمعك تحكي عبر شاشة أو مذياع
فنهتف لك
ونسلم على عينيك
كما يفعل المحبّون في حضرة قادتهم
ترانا نوغل في عمرك المنذور لغيرك من الأعمار
كم مرّة كان لك يوم إجازة
كم مرة استرحت تُصغي إلى وشوشات النهر
أو تتفيأ ظلال شجرة..
يا ابن "صور" البحر والليمون
قالوا إن لك نوماً متفرّداً
وصبحاً استثنائياً
الناس تنهض عند مجيء الصباح
وأنت تذهب كي تنام
فالليل موعدك.. تهندس فيه رايات النصر على الدرب
ماذا نفعل
نحن الذين نزلنا إلى عاصفة تشييعك
ومشينا خلف نعشك نلملم فتات وهجك ونور الله يسطع من دمك؟
فنحن ندرك أي تاريخ أنت
وأي دم أنت
وأي قائد ولد الأبطال في زمانه
وأي شهيد ينشقّ له التراب ليحضنه
وظنوا أنهم فصلوك في دُنياك عن حياتك
وما أدراهم الأنجاس
أنك متّصلٌ بالأرض لم تُفارق روحك وبدنك ما حييت..
وأن إخوتك وأصحابك وجيرانك
هم الشهداء لم تتفارقوا
بل انسكب دمهم على جبينك قرص صلاة
وحده يخبر كم عشقت اللحاق
يا حاج رضوان المسكون بالهيبة، بالكثير من أوصاف العظمة
ها نحن
كما نرقب طلة الشمس مع ازدحام الغيم
نتوق لحكاية عنك
لوصف صوتك وتفسير مكنونات صمتك..
أيها العابر إلى الرضوان الأعظم
احمل تاج مجدك وامضِ
لقد كسرتهم
.. واعترفوا
وهذا دمك يعِدُنا بتحولات جديدة
سنمسك بهم
والحساب حساب دمك
غداً تجيء، تُمسك القنديل وتقود القافلة ونضيف إلى سجلك الذهبي عنواناً جديداً "صاحب الانتصارات الآتية".