مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

شعر: مَعَاذ السَّيف‏

الدكتور رضوان عبد الرحمن

 


 

مَعاذَ السَّيفِ أنْ يَنعَاكَ شِعْرُ

ويندُبُ حولكَ الجيْشُ الأغرُّ

رثاؤكَ لا تقومُ بهِ القوافي

وثأرُكُ أنْ يُقالَ الشرُّ صِفرُ

بيَومٍ مِنْ نِداءِ الشَّمْس فِيهِ

تهُبُّ مجرَّةٌ ويشُبُّ دهْرُ

ويَرعُدُ عاصِفٌ ويمُورُ برٌّ

ويصْعقُ قاصِفٌ ويفورُ بحْرُ

تخالُ فَيَالقُ الدَّجَّال فِيه

ترُجُّ قِيَامَةٌ ويضِجُّ حَشْرُ

فَيا للَّهِ مِنْ كلبٍ وذئبٍ

وضَبْع مِثلَ خِرْفانٍ تفِرُّ

بسَاح الوَيْل مِنْ مَوتٍ لثان

سُكارى صَاغرينَ وليسَ خمْرُ

ولكنْ منْ عَذابِكَ في الأعَادي

شَديْدٌ لا أشدُّ ولا أمرُّ

ومِثْلُكَ يا عِمَادَ البَأسِ منهُ

يَدوخُ ويَهْلَكُ الشَّرُّ الأشَرُّ

فزندُكَ فيْ العدى كَرٌّ وكَرٌّ

وخصْمُكَ فيْ الوَغَى فرٌّ وفرُّ

فَفِي أَيَّارَ شارونٌ ودحْرٌ

وفي تمُّوزَ ألمَارٌ ونحْرُ

ولمْ يبْرحْ خَيَالُكَ مَا تبدَّى

يُدمْدمُ في العِدى هَلَعٌ وذعْرُ

وهَولٌ فيْ النُّفوسِ لهُ عَويلٌ

وفي الأعْناقِ أسْيافٌ وعَقْرُ

وأقْتَلُ مِنْ صَواعِقَ راجِمَاتٍ

على الأشْرار رضْوانٌ وذِكْر

فأنتَ على العِدى كابُوسُ حَرْبٍ

شَديْدٌ لا يَنامُ ولا يَقِرُّ

معَاذَ اللهِ أنْ يطْويكَ مَوتٌ

وحاشَى أنْ يضُمَّ الشَّمْسَ قَبْرُ

لكَ الرَّفعُ العليُّ ومَا مَقَالِي

بلغْتَ العَرْشَ إشْراكٌ وكُفْرُ

فمَا قتَلوكَ واقعةً ولكِنْ

تشَبَّهَ للعِدى جَبَلٌ يَخرُّ

فأشرقَ في عُلى البَاري حُسينٌ

وأكلحَ في جحِيمِ الخِزي شِمْرُ

رَسُولَ المجْدِ إنَّ كِتابَ ربٍ

نِضَالُكَ فيهِ آيَاتٌ ونصْرُ

وفجْرٌ فارسٌ عَبِقٌ عليْهِ

تكسَّرَ للدُّجى حُلمُ وظِفْرُ

فَأنْتَ منَ الضُّحى عَينٌ وعَقلٌ

وأنْتَ منَ العُلى أُحْدٌ وبَدْرُ

وليْثٌ واثبٌ والسَّاحُ حالٌ

بهِ يثَّاقَلُ البطلُ الأمرُّ

وأشْباهُ الرِّجالِ اليومَ حرٌّ

وربَّاتُ الحِجال اليَومَ قرُّ

فيا لكَ منْ سيوفِ اللهِ بأسٌ

شديدٌ ينتخِي والطعْمُ مُرُّ

وربٌّ للصَّواعِقِ مِنْ لظاهُ

تفَحَّمَ للعِدى رأسٌ وصَدْرُ

وذخْرٌ عفَّ عَنْ حطيِّنَ حتَّى

يفورَ ويزفِرُ الحَرُّ الأحَرُّ

فإنْ تزحَفْ جُيوشُ الشَّرِّ عَشْرٌ

فأنْتَ على العِدَى أحَدٌ وعَشْرُ

وأنتَ أمامَ مَرحَابٍ عليٌ

وأنتَ مُقابلَ التِّنِّين خِضْرُ

وأنتَ على الحِمى عيسَى وطِبٌ

وأنْتَ عَلى العَمَى مُوسَى وسِحْرُ

تناضِلُ مَا ثناكَ بريقُ تبْرٍ

ولا أوْهَاكَ زلزالٌ وجَمْرُ

فخلفَكَ يا عِمادَ الغيلِ رُومٌ

ألدُّ وذلكَ الأمْرُ الأمَرُّ

ومَا نامَتْ زنودُ الليثِ حتّى

يُصافي ثعْلَبٌ ويفوحُ جُحْرُ

فألوَى بالبرابِر والأفَاعي

هُمَامٌ وحدَهُ جَيشٌ ونصْرُ

فأشْرقَ بالضُّحى نشْوانَ مجْدٌ

وأغرَبَ بالدُّجى خزيَانَ شَرُّ

مضَيتَ ونعْلُكَ الشَّرَفُ المُدمَّى

على شانِيكَ مَأثُرَةٌ وفخْرُ

وسِرْتَ لربِّكَ الأعلى يُحَلِّي

يَمينَكَ مِنْ ذرى العَليَاءِ سِفْرُ

فطوبَى في رحابِ الخلدِ طوبَى

لسَيفٍ شَاقَهُ فيْ السَّاح سُكْرُ

أتحسَبُ أرْشَليمُ أنِ اسْتراحَتْ

وأنقضَ كاهِلَ الفرسَان خُسْرُ

وبرْبَرَ في شِمالِ الوحْشِ ذعْرٌ

وغرْغرَ في نيُوبِ الليْثِ زأرُ

مَعَاذَ الشَّمْس أنْ يختالَ شَرٌّ

ويَفلِتَ مِنْ شُبُولِ الغِيل غَدر

فشِلوكَ للشَّرى حَثٌّ ودأبٌ

ومَوتُكَ للوَغَى بعْثٌ ونَشْرُ

وغِيلُكَ منْ مثالِكَ ألفُ جَيْش

يَنوءُ بِزنْدِهِ بحْرٌ وبَرُّ

ترعْرعَ في العرينِ على الرَّوابي

فأصْلٌ ثابتٌ والفَرْعُ فخْرُ

كفِيلٌ أنْ تُدَمْدمَ في ثمُودٍ

صَواعِقُ لا أشَدُ ولا أحَرُّ

فيَنفثَ بالكَوارثِ مَا تبقَّى

مِنَ الأنفاسِ شَيطانٌ وكُفْرُ

ويَا حَسَنَ العُروبَةِ في نِدائي

نداءُ الحَرْبِ والرَّايَاتِ نصْرُ

ونسْرٌ لا يُسَاومُ جَانِحَاهُ

إلى الجوزاءِ إيمَانٌ وصَبْرُ

وسَيفٌ مثْلُ بَرْقِ الرَّعْد مَوتٌ

يَحِينُ فأبْعدُ الأشْرار مِتْرُ

يَمُنُّ على جَهَنَّم كُلَّ يَومٍ

بِوَحْش مَا لهُ مِثْلٌ وأسْرُ

أبَا الشُّهداءِ والشُّمِّ العَوالي

وبَيْتُ قصيدتي فَخْرٌ وجَمْرُ

عَزاءَ الشِّعْر في سَيفٍ أصَيلٍ

أشَمٍّ غِمدُهُ مَجْدٌ وفخْرُ

تعَازَى عَالمُ العَليَاءِ فيهِ

وزَغْردَ في العُلى الشَّمَّاءِ سِدْرُ

عَزاءُ المَرْءِ بعْدَ المَوتِ سَبعٌ

ولكِنْ في عِمَادِ النَّصْرِ دَهْرُ

عمَادَ الفَخْرِ أشْرقَ في سَمائي

بذكْركَ مِنْ شُموسِ المَجْدِ كُثْر

فأسْرجْتُ الجَناحَ وجَاشَ صَدريْ

وسِرْتُ وخطوتي شَمسٌ وبَدرُ

فأرهَقَ مَجدُكَ العَالي جناحِي

وأتعَبَ مُقْلَتي فيْ الشَّمْسِ سِرُّ

فعُدتُ وفي يدي درٌّ يتيمٌ

ولكِنْ فَاتَنِي الدُّرُّ الأدرُّ

وإنْ لمْ أنصِفِ الأسَد المُجَلِّي

فعِنْدَ المُشْتري للأرضِ عُذرُ

عِمادَ المَجْدِ يا شرَفَ المَعَالي

بسَاحِكَ هَزَّنِي شِعْرٌ ونَثْرُ

فَرُوحي بالفِدى شَغَفٌ وسُكْرٌ

وشعري للعُلى وَقْفٌ ونَذرُ

وإنْ مَا أشْعلَ الشُّعَراءَ مِثْلي

عِمَادُ النصْرِ والسَّيْفُ الأبَرُّ

فلا هَطلَ الغَمَامُ على تَمِيمٍ

وزغرَدَ يَا بني شَيبانَ شِعْرُ

فإنَّ الشِّعْرَ في الأبطالِ شِعْرٌ

وفي البَاقينَ ثَرْثَرةٌ وهَذرُ

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع