أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

تربية: كيف أتعامل مع طفلي الأول؟

تحقيق: هبة يوسف عباس‏



الأطفال، حياة البيت وروحه، عند ولادتهم يُولد البيت الزوجي وتبدأ مسؤولية تأسيس عائلة. ومع كل مرحلة من مراحل عمرهم يتجدد فيجعلونه نابضاً بالحياة بألعابهم، ثيابهم وحتى سريرهم. لكن وكما يقول المثل: "ما بيتربوا بالسهل" و"تربية الأولاد بتهد الأهل". والطفل الأول يكون كحقل تجارب تتعلم فيه الأم كيفية التعامل معه ومع أطفالها المستقبليين. فما هي المشاكل التربوية التي قد تواجهها الأم مع طفلها الأول؟ وكيف يجب أن تتعامل معها؟ بقية الله استعرضت مشاكل بعض الأمهات مع أطفالهن وحاولت تقديم الحلول من خلال د. نانسي الموسوي الأستاذة الجامعية في كلية التربية، والمتخصصة في العلوم التربوية والمشرفة التربوية في مدارس المهدي والتي أجابت عن أسئلة هؤلاء الأمهات حول كيفية التعاطي مع طفلهن الأول مع بعض النصائح بشكل عام.

* الطبع العصبي‏
"عمرها سنتان وعمري 24 سنة ورغم ذلك أجدها قادرة على إخضاعي لرغباتها ومطالبها من خلال بكائها الحاد وعصبيتها" هذا ما قالته السيدة يمنى عباس عن ابنتها الأولى ريم. السيدة يمنى اعتقدت أن البكاء سوف ينقص مع العمر لكن اتضح لها أن ريم، كما تقول السيدة يمنى: "عنيدة جداً وعصبية وهذا أصبح أكثر وضوحاً في شخصيتها مع تجاوزها سنتها الأولى. فهي تبدأ بالبكاء دون سبب وتطول معها المسألة لتصبح "كريزة بكاء". أحياناً أعاقبها بحبسها في غرفتها وأحياناً بعدم الاستماع إليها لكن رغم ذلك لم يتغير شي‏ء ولا أدري ما العمل".
حول الطبع الحاد والعصبي تقول د. الموسوي: يعاني الأطفال في هذا العمر من ثورات الغضب وهي على نوعين، الأول يكون في حال أراد الحصول على شي‏ء ما ورفضت الأم إعطاءه إياه وهذا إلى حد ما طبيعي، أما النوع الثاني فيحصل دون أي سبب وبشكل دائم، وهناك فرق بين الحالتين:
في الحالة الأولى، عمر السنتين هو عمر العناد حيث يعتاد الطفل قول "لا" لكل ما يُطلب منه، إذ لديه مبدأ "أنا أعارض إذاً أنا موجود" وهي طريقة لإثبات شخصيته، وقد يكون سبب ذلك الدلال الزائد أو التربية السابقة.
في الحالة الثانية: في حال قضت الأم أول سنتين من عمر الولد وهي تعطيه ما يريد وفجأة بدأت بالرفض تبدأ عندها نوبات الغضب.
كيفية المعالجة تقضي بأن تواجه الأم هذه النوبات بالهدوء وعدم التهاون مع الطفل في حال منعناه من شي‏ء ما، لكن يجب تعويضه عما حرمناه منه عبر تقديم لعبة يحبها بدلاً عن الأمر الذي منعناه عنه.

* كثرة الحركة
حسن وهو طفلٌ يبلغ من العمر سنتين ونصفاً يعرِّض والدته للكثير من الاحراج. فهو حسبما تقول والدته السيدة مهى هزيمة "كثير الحركة ولا يهدأ. يريد اكتشاف كل ما حوله، لدرجة أني بدأت أكره الخروج من البيت لزيارة الأقارب أو حتى إلى الأماكن العامة حيث أمضي الوقت أركض وراءه إما لمنعه من إيذاء نفسه أو من كسر الأشياء". السيدة مهى وهي مدرسة ومطِّلعة على الوسائل التربوية في التعامل مع الأطفال تتكلم مع طفلها قبل الخروج من البيت ويعدها دائماً بأن يكون عاقلاً ويستمع إلى وصايا أمه لكن كل كلامها يذهب سدىً ما إن يصل إلى المكان المقصود. الطفل كثير الحركة في رأي الدكتورة: مهما أوصت الأم ولدها بالتزام الهدوء عند الخروج من المنزل ينسى الطفل التعليمات المعطاة له. لذا يجب تذكيره بها. وفي حال أرادت الأم معاقبته لمخالفتها لا بأس بعقابٍ خفيف مثل عزله عن بقية المجموعة في غرفة ثانية أو في نفس الغرفة لكن في مكان تحدده هي. مع الوقت سيفهم الطفل الموضوع وسيغير طبعه وحركته.

* الطفل العنيف‏
إحراج السيدة فاطمة يفوق ذلك الذي تصوره السيدة مهى فولدها الذي يبلغ من العمر 3 سنوات ونصفاً يضرب أي طفل يصادفه وتقول: "مسألة الضرب تضعني دائماً في مواقف محرجة مع أهالي الأطفال. بدايةً كنت أعتقد أن الآخرين يبدأون بضربه وأنه يدافع عن نفسه، لكن اتضح لي أن طفلي هو البادئ. وهذا الأمر أصبح مصدر قلق لي لأن هذا الأسلوب قد يؤثر على شخصيته فيبقى عنيفاً حتى بعد أن يكبر". الطفل الذي يُضرب كما تؤكد الدكتورة يَضْرُبُ أو أنه يتعلم هذه الوسيلة من الآخرين للدفاع عن نفسه. المطلوب من الأهل إفهام الطفل بالكلام لا بالضرب أن هذا التصرف غير مقبول مطلقاً. وقد نستعمل الوجه العبوس أو الصوت الخشن للدلالة على عدم رضانا عنه. في حال لم يعدل الطفل عن الضرب عندها قد نلجأ إلى معاقبته بحرمانه من الأمور التي يحبها مثلاً: طعام يحبه، الذهاب إلى الحديقة أو حتى حرمانه من لعبه.

* التعلق بالأم‏
السيدة ليال حمد وصفت مشكلتها مع ابنتها البالغة من العمر 3 سنوات بأنها تختلف عن مشاكل معظم الأمهات، فابنتها متعلقة بها جداً وتقول: "متعلقة بي لدرجة أنها ترفض مغادرة حضني للّعب مع أطفال من عمرها، ففضولها لا يدفعها للاقتراب من أي طفل للّعب معه أو مشاركته لعبته". هذه المشكلة اعتبرت السيدة ليال أنها ستتفاقم لا سيما وأن ابنتها ستدخل المدرسة السنة المقبلة ولا تعرف كيفية جعلها أكثر اندماجاً مع محيطها. وهنا تشير الدكتورة إلى أن هناك ما يسمى بالفطام العاطفي وهو خطوة على الأم القيام بها لأن الحقيقة أنها هي المتعلقة بطفلها لا العكس. وقد تتباهى بعض الأمهات بهذا الأمر. هذا الفطام يجب القيام به بشكل تدريجي كما فطام الرضاعة إذ يجب على الأم أن تنفصل عن ابنتها جسدياً خلال النهار سواء في المنزل أو خارجه وذلك بإرسالها لتقضي يوماً في الأسبوع عند جدتها أو خالتها أو حتى في الحضانة وحثها على القيام ببعض النشاطات مع الأطفال دون وجودها إلى أن يحين وقت دخولها المدرسة فتكون الطفلة قد أصبحت قادرة على الانفصال عن أمها.

* عادات سيئة
عادات كثيرة تظهر عند الأطفال مثل: "مص الإبهام، اللعب بالشعر أو حتى شده" وهذا ما ظهر عند طفل السيدة منال حيث بدأت عنده عادة اللعب بشعره أو اللعب بشعر أمه عند النوم واستغربت السيدة منال هذه العادة من ظهور عادات أخرى قد تكون أكثر سوءاً عند طفلها. أما بخصوص العادات فتجيب الدكتورة نانسي الموسوي: العادة هي حركة عصبية لا إرادية تظهر عند الطفل بسبب نقصٍ عاطفي أو ضغط نفسي ولا يجب أن تكون ردة الفعل على العادة بالصراخ على الطفل أو ضربه لأن هذا الأمر سيزيد الطين بلة، بل يجب معرفة سبب المشكلة ومعالجتها فتختفي العادة. لذا على الأم اعادة تقييم طريقة تعاملها مع طفلها أو تغيير الأجواء في المنزل وأحياناً قد يكون السبب وراء ظهور العادة أن الطفل يريد لفت والدته نحوه.

وفي الختام تقدم نصائح عامة للأمهات حول كيفية التعاطي مع طفلهن الأول:
1 أن يكن حازمات مع الطفل بمعنى أن الخطأ خطأ والصح صح. لا يجب أن يَكُنَّ متذبذبات وإلا فستكون لأطفالهن شخصية غير سوية.
2 القراءة كثيراً حول الأطفال وعن كيفية التعاطي معهم.
3 الصبر والهدوء في التعامل معهم للوصول إلى مبتغانا.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع