مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

آخر الكلام‏: رضوان من الله‏

إيفا علوية ناصر الدين

 



لم نكن نراه، لم نكن نعرفه، كنا نسمع عنه فقط: القائد المجاهد من الطراز الرفيع، النسر الخفي الذي أفرد جناحيه في سماء عزنا، رجل البطولات وصانع الانتصارات. لم نكن نريد أن نعرف أكثر، وكان ذلك القدر يكفينا. لكن بعدما أزال النسر اللثام عن وجهه وحطّ رحاله في روابينا، صرنا نريد أن نعرف أكثر، أن نرتوي. وبدأت تتكشف لنا الملامح والصور: رجل استثنائي، مهم، قوي، عظيم، بطل، فذ، ذكي، مبدع، ماهر... وظل سؤال في البال يدغدغ أفكارنا: كيف يصل الإنسان إلى هذا الرضوان؟ ما هي البداية؟ وما هو أصل الحكاية؟

إذاً، لا بد من أن نقصد الشخص المناسب لنحصد الجواب الشافي، ومَن غيرها سيكون مقصدنا؟! بالطبع هي. فلنسرع الخطى إليها... لم يكن صعباً أن نستدل عليها، فهي الجالسة هناك تتقاطر إليها جماهير النسوة اللواتي جئن للمواساة. ضعيفة؟ لا. واهنة؟ أبداً. منكسرة؟ إطلاقاً. تنظر إلى وجهها فترى شموخ العز يرتسم بهالته المشعة فوق هامتها. تحدّق في عينيها فتصيبك سهام النصر المتألقة في دموع الشوق والفراق. تلامس يديها فتشعر ببركة الأنامل التي جبلت الطهر والفضيلة. وعلى شفتيها تتهادى عبارات المجد والافتخار: الحمد لله الذي كتبَ لي أن أقدّم كل ما أملك فداءً في سبيل عزة ورفعة الإسلام. ثلاثة أبناء هم كل ما تملك أم "عماد". ثلاثة أبناء كانوا مسرة النفس، وبضعة الروح، وفلذة الفؤاد. ولقد قدمتهم شهداء، الواحد تلو الآخر. وها هي تجلس شامخة، قوية، عظيمة، فذة، مبدعة...

إذاً، إنها هي البداية وهي أصل الحكاية. ولقد أجابتنا بصمت من دون أن نسأل: لقد عاش "عماد" في ظل تلك الأم الاستثنائية التي أنجبت وربّت وحضنت وعلّمت وقدّمت أغلى ما تملك وبكل رضى، وكان كل قصدها ومطلبها: رضوان من الله تعالى.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع