نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

بعيداً عن ثقافة الهزيمة خيار المقاومة: مشروع حضاري جامع‏

موسى حسين صفوان‏

 



تستهوي البعض اليوم ثقافة الانحناء أمام عاصفة الغزو الأمريكي المتترسة بالدبابات، والبوارج الحربية، وشعارات الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، والمتزينة بخدعة حب الحياة والرخاء ونبذ الإرهاب والعنف. لكن قدر هذا الوطن الصغير أن يكون منارة المقاومة، ودوحة الحرية وعنوان الصمود في وجه العدوان الصهيوني، في زمن يزدحم فيه الملتحقون بقطار التطبيع والإقرار بالأمر الواقع.

* التجمع الوطني لدعم خيار المقاومة:
في غمرة الرهانات الضبابية، غير البريئة، على مخططات المشروع الأمريكي الصهيوني، أعلن عن تأسيس: "التجمع الوطني لدعم خيار المقاومة" وذلك في قصر الأونيسكو، في 30- 12- 2005. وفي 27 نيسان 2006، أعلن رئيس التجمع الدكتور يحيى غدّار عن انطلاقة التجمع بحضور حشد من المثقفين والمهتمين بالشأن السياسي وبمشاركة واسعة من الهيئات والمنتديات الثقافية، والجمعيات الأهلية الشبابية. وفيه أعلن عن أهدافه الوطنية والقومية ودعا للتعاون مع سائر المناضلين والمجاهدين والأحرار لتحقيق مجتمع ثقافي وطني عربي مقاوم لا يقف عند حدود القطرية، وينفتح على كل الوطنيين التنويريين في لبنان والوطن العربي.
ومن أهم أهداف التجمع التي تم إعلانها:
1- الالتزام بدعم خيار المقاومة وهو خيار الشعب الحقيقي وواجب وطني يجب أن يكون من أولويات اهتمام المجتمع الأهلي ومكوناته الثقافية والاجتماعية والإنسانية.
2- تعزيز الحوار الفكري الثقافي بغية التفاعل والتواصل بين مختلف القوى والهيئات والتجمعات ذات التوجه الوطني والقومي.
3 - تعميق الوحدة الوطنية، وتعميق الوعي المعرفي بطبيعة العدو الصهيوني، وتطوير العلاقات الإستراتيجية مع سوريا والمحيط العربي والإسلامي في مواجهة الأخطار والتهديدات.
4- مواجهة ومقاومة كل المحاولات الرامية للتدويل السياسي والأمني والإستقواء بالأجنبي، الأمر الذي يتناقض مع السيادة الوطنية.
5 - التأكيد على دعم المقاومة في فلسطين والعراق، وتكثيف السعي لتوحيد الرؤية والمفاهيم والمصطلحات والتوجهات والمواقف السياسية.

* خيار المقاومة وبناء الدولة:
وخلال عام على انطلاقته، قام التجمع بالعديد من النشاطات وشارك بالعديد من المؤتمرات في لبنان ومصر وغيرهما من البلدان العربية والأوروبية، كان آخرها المؤتمر الأخير الذي عقد تحت عنوان "خيار المقاومة وبناء الدولة" والذي تداعى إليه حشد من الشخصيات الوطنية والفكرية والتي تؤكد في كل مرة حضورها في ساحة التحدي لإثبات أن لبنان وطن المقاومة وأن بيروت عاصمة الممانعة العربية وصخرة التصدي والصمود في مواجهة أمواج الغزو والهيمنة والاستكبار.

وقد ركزت الكلمات التي ألقيت على أهم المواضيع السياسية والمبادئ والثوابت الوطنية التي تنتهج خيار المقاومة وبناء الدولة. رئيس المؤتمر الدكتور يحيى غدار تقدّم بكلمة تأسيسية مؤكداً على: "خيارنا المقاوم. وإن بناء الدولة ينطلق دون أدنى شك من مدى وعينا وفهمنا للمقاومة التي عهدناها وخبرناها، رسالة حققت النصر المبين. وعدت فكان الوعد الصادق، وكان الوفاء للشعب والوطن والأمة. آخذة على عاتقها مهمة الانعتاق الجذري من عقليّة الاستجداء والوصاية مصرة على ذهنية الولاء والإنماء والتنمية للأرض والإنسان، مدعِّمة مسارها وأداءها بالثقافة المقاومة...".

الدكتور سليم الحص رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، أكد أن لا خيار أمام الشعوب العربية سوى المقاومة. ورأى أنها المرّة الأولى التي تنسحب فيها (إسرائيل) من أراضٍ عربية تحت قوة المقاومة، ودون قيد أو شرط، ودون تحقيق أية مكاسب. وذكّر أن العرب لم يحققوا أي انجاز عسكري أو سياسي من خلال حروبهم السابقة مع (إسرائيل). فحصيلة الحروب السابقة كلها كانت انتصاراً للصهيونية، رغم أنه كانت هناك محطات سجل فيها العرب بعض الاختراقات.

وخلص إلى نتيجة رياضية مفادها أن المواجهة بين الجيوش تؤدي حتماً إلى نصر العدو، بينما تؤدي المواجهة بين العدو والمقاومة إلى نصر العرب دائماً، وهذا ما أثبتته الوقائع التاريخية منذ الـ 1948 وحتى هذا اليوم. وفي الختام أكد على ضرورة دعم وتبني خيار المقاومة وبناء الدولة. الوزير السابق الأمير طلال أرسلان، حيا المقاومين، وأكد على ثوابت المقاومة الوطنية وقال: إن جدّية المقاومة وفعاليتها، وسلوكها المتميز، هذه العناصر شكلت مجتمعة ثقافة متكاملة لها شخصيتها المتميزة التي تجاوز بهيبتها وتأثيرها ورصانتها العديد من حالات المقاومة المماثلة في القرن العشرين، فقد أثبتت هذه المقاومة أنها شديدة الفعالية، شديدة التواضع، لا تقبل المساومة مع العدو، وفي الوقت نفسه هي مقاومة عاقلة...

وكان للجنرال ميشال عون كلمة ألقاها الدكتور ناصيف قزي أكد فيها على مقولة "الشعب الحي" والشعب المنتج الذي ينبض بقضاياه الوطنية والقومية كافة، المقولة التي تختلف شكلاً ومضموناً عن مقولة "شعب الرعاية" الذي يكتفي بمطاعم المحبة والوجبات الجاهزة. وبعد أن تمنى التوفيق للمؤتمر، وأكد أن خيار المقاومة هو فعل إيمان بالسلام الحقيقي، ختم قائلاً: إن من يقاوم إنما يسعى ليس فقط إلى استرجاع حقوق مغتصبة بل إلى تصويب مسار البشرية جمعاء واعادة اللحمة إلى منظومة القيم الإنسانية الكبرى والتي بدونها لا تستقيم الحياة.

من جهته أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد في كلمته على أن لبنان وطن تتجاذبه ضرورتان: ضرورة بناء الدولة، وضرورة الدفاع عن الوطن، قائلاً: لبنان مهدد دائماً من قبل العدو الصهيوني، الذي يحتل فلسطين وقسماً من أرض الجنوب، ويطمع في المياه والتوسع بذريعة ما يسميه متطلبات أمنية، ويحتل الجولان السوري، ويحظى بدعم دولي ترعاه الولايات المتحدة الأمريكية المتحالفة استراتيجياً معه... وأضاف: إن لبنان العربي الهوية والانتماء حسبما نصت عليه اتفاقية الطائف محكوم بالتأثر بمجريات الصراع العربي الصهيوني، ومعني في الوقت نفسه بتحصين وضعه، ضمن خطة دفاعية محكمة حتى يحمي ساحته في وجه الأطماع والتهديدات المتربصة به من قبل الاحتلال الصهيوني من جهة، وحتى لا يكون ساحة للصراع لمصلحة الآخرين من جهة أخرى...
وأكد أن المقاومة في لبنان قدمت مشروعاً للملاءمة بين مشروع المقاومة، ومشروع بناء الدولة، تحت عنوان استراتيجية الدفاع الوطني، ودعا للنقاش حوله بموضوعية وعقلانية ودون مزايدات.

* البيان الختامي:
وفي الختام أصدر المؤتمرون بياناً ختامياً. وهذه لمحة عن أهم ما ورد في ذلك البيان.
1-"الثقافة المقاومة" شرط لبناء الوطن ومرتكز أساسي في عملية تحصين المقاومة ككيان حي قابل للتطور والنمو الحضاري.
2- المقاومة شرط المواطنة لأن تنظيم الإرادة الشعبية هو تجسيد وينتجه ارتباط فعلي بين المقاومة وبناء الدولة على أسس قيم الحرية والديمقراطية وحق المواطنة.
3- المقاومة رافعة التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
4- خيار المقاومة ديدن التربية والاعلام، لأن المقاومة قبل أن تتشكل كعمل مادي هي مفهوم تربوي، كما وأن الاعلام له دوره المركزي والذي لا يمكن أن يؤدي مسؤوليته الوطنية إن لم يكن بمستوى خيار المقاومة.
5- خيار المقاومة ولجنة حقوق الإنسان:
أ- التأكيد على شرعية المقاومة.
ب-التأكيد على أن المقاومة تحترم في ممارستها قانون حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
ج- التأكيد على ما جاء في ميثاق الأمم المتحدة لجهة حق الشعوب والمساواة، وحق تقرير الصير.

6 - التأكيد على دور الفن الملتزم وأدب المقاومة.
 


المراجع:

(1) تغطية مباشرة.
(2) وقائع المؤتمر من عنوان التجمع في الانترنت:
www. khayaralmoukawama.com.
(3) د. يحيى غدار: أنشطة، حوارات ودراسات (كتاب سنوي): ط1، التجمع الوطني لدعم خيار المقاومة، بيروت، (2007م 1428هـ).

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع