مع الإمام الخامنئي | كلّنا مَدينون للنبيّ الأعظم* نور روح الله| هكذا كانت حياة الرسول* مع إمام زماننا | حين تزفّ السماء نبأ الظهور (2): في مكّة السيّد محسن شهيداً على طريق القدس مقاومتُنا بعينِ الله صُنعت حاجّ محسن! إلى اللقاء عند كلّ انتصار* أبو طالب: قائدٌ في الميدان والأخلاق المقاومة الإسلاميّة: ثقافتنا عين قوّتنا الشهيد على طريق القدس بلال عبد الله أيّوب تسابيح جراح | جراحاتي لا تثنيني عن العمل

في رحاب بقية الله: هادي الأمة إلى صلاحها

الشيخ نعيم قاسم

 



1- الإمامة استمرار للنبوة
حافظ الأئمة الأطهار عليهم السلام على نقاء وسلامة الدين كما نزل على خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله، وعملوا كحلقة متصلة لتفسيره وتفصيله وتبيان خفاياه، وطبقوا في حياة الناس ما ثبَّت معالمه الحقَّة، وواجهوا الانحراف بتضحيات أدت إلى شهادتهم بين مقتول ومسموم، وبقي حجة الله الأعظم الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر عجل الله فرجه غائباً عن الأنظار، حاضراً في حياة الأمة، يظهر في آخر الزمان ليحكم بما أنزل الله تعالى على محمد صلى الله عليه وآله، محيياً لسنته وتعاليمه، معيداً للأمة مجدها وعزَّها وحضورها، مثبتاً لتعاليم السماء بعيداً عن البدع والانحراف. إنَّ مشروع الإمام المهدي عجل الله فرجه استمرار لمنهج النبي محمد صلى الله عليه وآله. وعندما يقاتل المهدي عجل الله فرجه الذين يواجهون الإسلام أو يحرفون السنَّة الشريفة، فهو يقوم بالدور الذي قام به النبي صلى الله عليه وآله عند نزول الوحي من الله تعالى.

فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله في حديثه عن المنتظر عجل الله فرجه: "هو رجلٌ من أمتي، يُقاتلُ على سُنَّتي كما قاتلتُ أنا على الوحي"(1). وعن النبي صلى الله عليه وآله: "هو رجلٌ من عترتي، يقاتلُ على سُنَّتي كما قاتلتُ أنا على القرآن"(2). أما الهدف من ظهور القائم في آخر الزمان، فهو العمل بسُنَّة رسول الله صلى الله عليه وآله ، وإحياء الدين، وإقامة العدل. فعن رسول الله صلى الله عليه وآله: "وهو رجلٌ مني ، اسمه كإسمي، يحفظني الله فيه، ويعمل بسُنَّتي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ونوراً بعدما تمتلئ ظلماً وجوراً وسوءاً"(3).

2- الأمين على الرسالة
عندما نؤكد على الارتباط بصاحب الزمان وانتظار الفرج بظهوره، إنَّما ندعو إلى إقامة الدين في حياتنا كما نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله. فالإمام الثاني عشر قائد في سلسلة القيادات الواجبة الطاعة على المؤمنين. وهو الأمين على الرسالة الإسلامية وحاميها والحاكم بتعاليمها. ولا تبرأ الذمة ولا يرتفع التكليف الشرعي عن كواهلنا إلاَّ بالتسليم لقيادته. فهو التعبير الأصدق عن الطاعة لله تعالى واتباع منهج الإسلام المحمدي الأصيل. فإذا ما أردنا الاطمئنان لحسن التزامنا بالتعاليم الإلهية، فعلينا التسليم بقيادته، وتهيئة الظروف المناسبة لظهوره، وإعداد العدة اللازمة لتعجيل فرجه، والاستعداد الكامل من دون إبطاء لنكون من جنده. فطاعته طاعة لرسول الله صلى الله عليه وآله ، ومعصيته معصية لرسول الله صلى الله عليه وآله. وأي خروجٍ عن قيادته خروجٌ عن خط الاستقامة. فالمهدي هادي الأمة إلى صلاحها وفلاحها.

عن الإمام الصادق عليه السلام عن أبيه عن جده عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "القائم من ولدي، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، وَشَمَائله شمائلي، وسنَّته سنَّتي، يُقيم الناس على ملَّتي وشريعتي، ويدعوهم إلى كتاب ربي عزَّ وجل. من أطاعه، فقد أطاعني، ومن عصاه، فقد عصاني، ومن أنكره، في غيبتِه، فقد أنكرني، ومن كذَّبه، فقد كذَّبني، ومن صدَّقه، فقد صدَّقني. إلى الله أشكو المكذِّبين لي في أمره، والجاحدين لقولي في شأنه، والمضلِّين لأمَّتي عن طريقته، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ"(4).

3- أبشروا بالخلاص
إنَّ ثمار الارتباط بالمهدي عجل الله فرجه واضحة وجليَّة وحتميَّة، عزٌّ وعدلٌ وسعادةٌ للبشرية جمعاء، مهما طال الزمان، ومهما انتشر الفساد والانحراف. وقد يشعر الكثيرون بالضيق من الظلم والاستكبار والفساد والانحراف، ومع ذلك، عليهم التشبث بالأمل، كما قد يقارب اليأس بعض النفوس لكثرة الضغط وشدة البلاء، فعليهم أن يثقوا بوعد الله تعالى للمؤمنين بالفرج. ولا ينظرنَّ أحدٌ إلى مرارة الواقع وكأنَّها النتيجة المستمرة، إذ ستنقلب الأمور وتتغيَّر بإذن الله تعالى، وسيكون الظهور صاعقة على الكافرين ورحمة للمؤمنين. فعن رسول الله صلى الله عليه وآله: "يا حذيفة: لا يزال ذلك البلاء على أهل ذلك الزمان، حتى إذا أيسوا وقنطوا وأساؤوا الظن أن لا يفرج عنهم، إذ بعث الله رجلاً من أطائب عترتي وأبرار ذريتي، عدلاً مباركاً زكياً لا يغادر مثقال ذرة، يُعزُّ الله به الدين والقرآن والإسلام وأهله، ويُذلُّ به الشرك وأهله، يكون من الله على حذر، لا يغتر بقرابته، لا يضع حجراً على حجر، ولا يقرع أحداً في ولايته بسوطٍ إلا في حَد، يمحو الله به البدع كلها، ويميتُ به الفتن كلها، يفتحُ الله به كل باب حق، ويُغلق به كل باب باطل"(5).


السيد ابن طاووس، الملاحم والفتن، ص: 178.
المصدر نفسه.
الشيخ الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص: 161.
الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ص: 411.
السيد ابن طاووس، الملاحم والفتن، ص: 265.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع