إيفا علوية ناصر الدين
سُئلت بعض الأمهات عن الصورة التي يرسمنها في أحلامهن عن أولادهن في المستقبل.
أجابت إحداهن :أتمنى أن أرى ولدي طبيباً ماهراً ، يقصده الناس في طلب الدواء الشافي لآلامهم وجروحهم، فيعيش بينهم محبوباً ميسوراً.
وقالت أخرى :أحب أن يصبح ولدي عالماً يشع جبينه بنور الهداية، وتعبق أنفاسه بأريج الحكمة وطيب الكلام.
وقالت ثالثة: أود أن يكون إبني زعيماً ذا سلطة ونفوذ، يهابه الجميع، ويسعون لرضاه، يطلب فيلبى ويأمر فيطاع.
وقالت أخرى: أريد أن يكون ولدي غنياً ذا سعة في المال والأرزاق، يتحول الرماد بين يديه إلى ذهب.
وقالت أخرى: أتمنى أن أراه قاضياً يحكم بميزان العدل، حريصاً على نصرة المظلومين، شديداً على رقاب الظالمين.
وقالت أخرى: أريد أن يصبح ولدي معلماً ناجحاً ينصّب نفسه سفيراً لنشر العلم والمعرفة، تتخرج من بين يديه جماهير الأجيال الواعدة.
وقالت أخرى: أحلم في أن يصبح ولدي كاتباً معروفاً، ينهل القراء من مداد قلمه معيناً يكشف لهم أسرار الحياة.
وقالت واحدة منهن: أحب أن يكون رساماً بارعاً يلوّن بريشة أنامله أجمل الصور واللوحات.
وقالت أخرى :لا يهمني من أي مهنة يكتسب، أو أي مركز يعتلي ،كل ما يهمني أن أراه سعيداً مرتاح البال، يعيش حياة يغمرها الحب والهناء.
ومنهن من قالت : أتمنى أن أرى ولدي شهيداً في سبيل الله،يروي بدمائه ظمأ الأرض العطشى إلى الحرية فتتوجّه أميراً إلى جنان الله.
قيل لها: أي قلب تملكين؟ وهل انطفأت جذوة الأمومة الملتهبة في أعماق فؤادك لتتمني ما تتمنين؟
قالت: أملك قلب الأم التي تدفعها نوازع الأمومة للبحث عن المستقبل الأمثل لولدها خلف أسوار هذه الدنيا الفانية.أنا الأم التي يتوهج قلبها حباً وعاطفة وشوقاً لرؤية وليدها متربعاً في أحضان السعادة الأبدية في الحياة الخالدة .لذلك أحب أن يزفّ إلي شهيداً،فأطبع على جبينه قُبلة الرضى راجية البشرى وحسن اللقاء في يوم الحساب.