مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مشكلة وحل: ولدي يكره اللغة الأجنبية ماذا أفعل؟

الحل بقلم د. حسن سلهب

 



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد الاطلاع على العدد 205 من مجلتكم الموقرة والتي كانت تحوي ملفاً خاصاً عن الاستعداد للمدرسة رأيت أنه لا بد لي من طرح مشكلتي عليكم لمساعدتي على حلها من خلال مَن ترونه مناسباً لذلك.


ابني محمد هو الصبي الوحيد إلى جانب ثلاث بنات. عمره إحدى عشرة سنة. وأصبح يكره المدرسة كثيراً بسبب اللغة الأجنبية (الفرنسية). هو الآن في الصف السادس، وأغلب المواد أصبحت باللغة الأجنبية، مع العلم أنه أيضاً بطيء الاستيعاب ويتمهل بالإجابة، مما أثر على ثقته بنفسه من جهة، كما أن المعلمات لم يراعين حالته من جهة أخرى. أما في المنزل، فيرفض أي محاولة أقوم بها لتمرينه على القراءة والكتابة كما فعلت في الصيف الماضي وهو يبدي نفوره من اللغة كلها فيقول مثلاً: "لن أسافر أبداً إلى فرنسا كي لا أتكلم بالفرنسية". لا أريد أن يخسر ولدي مستقبله، وأنا أعلم أنه لا يوجد إنسان فاشل، وإنما الفشل غالباً ما يكون نتيجة للظروف والبيئة المحيطة. أحب لولدي أن يكون فاعلاً في المجتمع ولا يلومني على تقصيري تجاهه، كما أخشى أن يحاسبني ربي على عدم الاهتمام به وبمستقبله. ملاحظة: أسكن في البقاع قضاء بعلبك ولا سبيل متيسر أمامي للنزول إلى بيروت لأجل التواصل مع من قد يوفّر لي الحل المناسب.

غوى أحمد سيف الدين

*****
جانب الأخت غوى أحمد سيف الدين
السلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته


لقد وصلتني رسالتك المتعلقة بوضع ابنك في المدرسة، وفي اللغة الفرنسية تحديداً، ورأيت من المناسب في البداية أن أنوّه بالجرأة التي تحلّى بها عرضُ المشكلة، ثم الوصف الدقيق والمفيد لكل ما انطوت عليه من خلفيات ومؤثرات. وقد تخيّلت أنكِ بعد انجاز هذا الوصف أصبحتِ أكثر إحاطة بالمشكلة، وبالتالي أقوى على التعامل معها بحكمة ورويَّة. يبدو أن ثمّة عوامل عديدة أسهمت في نشوء هذه المشكلة، ولعلَّ أبرزها بدأ مع كون ابنك وحيداً، وما يعني ذلك من احتمالات في طريقة التعامل معه وتربيته، مروراً بمشاكل تعلُّم اللغة الأجنبية، لا سيما الفرنسية منها، وصولاً إلى جملة المواقف والإجراءات التي اعتمدت مع التلميذ بعد ظهور المشكلة. إن القول بأن مستوى ابنك في "مادة الرياضيات والعلوم واللغة العربية جيد جداً" يقطع الشك بوجود أية مشكلة خَلْقية عنده، وبالتالي يحصر البحث في ظروف تعلّم اللغة الفرنسية فقط، وبالتالي المؤثرات الخارجية فيها. والاستنتاج الأول والأساس في هذا المجال يكمن في أن التلميذ قد تعرَّض لطريقة تعليم أو معلم غير كافية، ما يعني تلقائياً ضرورة إعادة أساسيات تعلُّم اللغة الفرنسية. وبالمناسبة أقول إن الأمر لا يستلزم سوى أسابيع محدودة إذا ما تم تعيين المعلم المساعِد المناسب، ثم تحديد البرنامج الفعّال. فالتعويض عما فات هو الخيار الواقعي الأنسب في معالجة التأخر الحالي، وإن كثيراً من مواقف التلميذ سواء الخاصة باللغة الفرنسية، أو المدرسة عموماً، سوف تتبدل وتتحسَّن مع أول انجاز في عملية الإعادة هذه، وإن كان محدوداً. وفي هذا المجال ننصح أيضاً بأن يكون المعلّم المساعد محايداً، ولم يسبق له أن علّم التلميذ، وأن يختار البرنامج الذي يتلاءم مع مزاج التلميذ ورغباته، وأن يعتمد السهولة الجذاّبة في محتوياته، لا سيما في المراحل الأولى.

الأخت الكريمة: إن ما يقوله ابنك اليوم في خصوص اللغة الفرنسية قد ينسحب في المستقبل على المواد الأخرى، وبالتالي على المدرسة. من هنا أهمية المبادرة لإنقاذ تجربة هذا التلميذ من مصير التدهور المحتمل، وإن أغلى ما يمكن أن نضحي من أجله في هذا الزمن هو تعليم الولد بعد تربيته. إن هذه المشكلة باتت مألوفة منذ فترة طويلة في مجتمعنا، وأعداد المتأخرين في اللغة الأجنبية في صفوف أبنائنا غدت كبيرة نسبياً، لكن القدرة على المعالجة اليوم غدت أكبر وأكثر فعالية، وبالإمكان توقّع نتائج ملحوظة إذا ما أعطينا هذا الموضوع الاهتمام والجدية اللازمة. أخيراً نقترح الالتفات إلى زملاء التلميذ، والعمل على اختيار المناسبين له، وبالتالي استبعاد المؤثرين سلباً في مسيرته العلمية، ذلك أن القسم الأكبر من قناعات الطفل في هذا العمر، فضلاً عن أنماط سلوكياته، إنما تنشأ بتأثير الزملاء، لا سيما الحميمين منهم، ومن المفيد جداً أن نستثمر هذا المستوى من التأثير بالاتجاه الصحيح.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع