أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

فقه الولي: الستر والساتر (الحجاب)

الشيخ علي حجازي

 



إنّ نظرة سريعة إلى مجتمعاتنا تكفي لحصول الخوف إن لم أقل الهلع من ظاهرة خطيرة، تنتشر أفقيّاً وعموديّاً، ساهمت وتساهم مع أسباب أخرى في نشر الفساد الذي يؤدّي إلى الغاء حصن كبير من حصون المجتمع الأخلاقيّ الفاضل، وتكاد تساهم في انهيار أجزاء كبيرة من هذه المجتمعات، وحتماً هي تساهم في انهيار العديد من الأسر والبيوتات، وبشكل مؤكّد ساهمت في انهيار روحانيّة الكثير من أناس العصر الحاضر.

وهذه الظاهرة هي ظاهرة السفور اللاشرعيّ، والاختلاط البعيد عن الأخلاقيّات الفاضلة. ولهذه الظاهرة آثار سلبيّة كثيرة، لست في وارد التعرض لها هنا في هذه العجالة. والحلّ هو التزام الأخلاق الإسلامية الفاضلة، والتزام الأمور الشرعيّة التي تبدأ بقوله تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (النور: 30-31). بعض عناصر المشكلة: مظاهر المشكلة كثيرة، منها:
1 تقلّص الثياب، فكلّما تطوّرت هذه المشكلة تقلّصت الثياب بشكل ملحوظ، وظهرت أجزاء جديدة من البدن.
2 ضيق الثياب، وهذه الظاهرة ملفتة لكثرة ما يتفنّن المصمّمون بتضييق الثياب لإبراز ما أمكن من عوامل الإثارة الجنسيّة، وهذا موجود حتّى في بعض الثياب المسمّاة زوراً بالشرعيّة.
3 تنسيق الألوان المثير، فالثياب أكانت وسيعة أم ضيّقة تلوّن بألوان متناسبة لإثارة الغرائز، وتحريك الميول الشهوانيّة، وهذا موجود حتّى في بعض الثياب المسمّاة زوراً بالشرعيّة.
4 طريقة التصميم والتي تراعي لفت النظر وإثارة الشهوة، لجعل فتحة الثوب فوق الركبتين، وما شاكل ذلك.

علاج المشكلة:
لا ريب في أنّ العلاج السليم للمشكلة يتوقّف على الإيمان بالله تعالى وبرسله وأنبيائه عليهم السلام، وبالأوصياء عليهم السلام، وباليوم الآخر، كما ويعتمد على تعلّم الأحكام الشرعيّة المرتبطة بهذا الباب وتطبيقها. وفي هذه المقالة أتعرّض للرأي الفقهيّ كما يُفهم من الإمام القائد السيّد علي الخامنئي دام حفظه.

ما يجب ستره من بدن المرأة:
يجب على كل أنثى بالغة الستر أمام الذكور الأجانب البالغين. ويجب ستر تمام البدن باستثناء الوجه والكفّين. فيجب ستر القدمين والرقبة وتمام شعر الرأس. ولا يجب ستر الوجه والكفين. والوجه هو ما بين منبت الشعر حتّى طرف الذقن طولاً، وما دارت عليه الإبهام والوسطى عرضاً، ويجب ستر شيء من الحدود الأربعة من باب المقدّمة اليقينيّة، فيجب ستر جزء يسير من الجبهة والجبينين تحت منبت الشعر، كما ويجب ستر جزء يسير من الذقن، بمعنى أن يكون الساتر فوق الرقبة، ويجب ستر جزء يسير من جهة اليمين واليسار، وكلّ ذلك ليحصل اليقين بأنّ ما يجب ستره من البدن قد تحقّق. ولا يجب ستر الكفين من رؤوس الأصابع إلى الزندين، مع ستر شيء زائد من باب المقدّمة اليقينيّة. ولا يجوز إظهار شيء مما سوى ذلك.

لون الساتر وشكله:
يجب أولاً ستر تمام البدن باستثناء الوجه والكفّين. ويجب ثانياً أن يكون الساتر بعيداً عن إثارة الغرائز ولفت الأنظار. فمن جهة اللون لا يجوز اعتماد الألوان الملفتة. وهناك ألوان تلفت فتكون محرّمة. ولا يوجد لون يطرحه الشرع الإسلاميّ المقدّس، بل القاعدة أن لا يكون ملفتاً. ومن جهة الشكل لا يوجد أيضاً شكل خاص تطرحه الشريعة الإسلاميّة المقدّسة، والضابطة أن لا يكون اللباس مثيراً أو ملفتاً. نعم يتعارف في المجتمع أنّ اللباس الضيّق أو المفتوح من بعض الجهات، أو المصمّم بطريقة فاقعة يكون ملفتاً، فهو من جهة الإلفات حرام. فعلى الأخت أن تراعي اللباس الوسيع ذا الألوان المحتشمة، والتصميم المحتشم.

الخلاصة:
يجب أن يكون اللباس ساتراً لما تحته، وغير ملفت لا من جهة اللون ولا من جهة التصميم وما شابه ذلك، ولا تنخدع بتسمية الشرعيّ، فكثير من اللباس المسمّى بالشرعيّ هو ليس شرعياً، من جهة ألوانه أو ضيقه، أو الفتحة الأمامية أو الخلفية أو الجانبية لما فوق الركبة...

تحذير:
توجد أخوات غير مباليات ببعض الأمور، منها:

ظهور بعض الشعر، كما ويظهر بعض الرقبة تحت الذقن، وعند تحريك اليد قد يظهر بعض الذراع، فعلى الأخت الحذر من الوقوع في الاستهتار في مثل هذه الأمور ونحوها، فلتنتبه لشعرها دائماً، ولذراعيها، وذقنها...

صوت المرأة:
صوت المرأة في المبدأ ليس عورة، ولكن يجب عليها التحرّز من التكلّم بشكل يلفت إليها النظر ويثير الشهوة أو التلذّذ، فلتتكلم بصوت محتشم، وإن علمت أنّ طريقة صوتها ملفتة فيجب تبديلها، وإن لم تعلم ذلك فلا بأس.

مشي المرأة وحركاتها:
إنّ الإسلام المقدّس وضع الضابطة للمشي والحركة بالإلفات وعدمه، فما كان ملفتاً ومثيراً فهو حرام، وما لم يكن ملفتاً ومثيراً فهو حلال.

العطور:
إذا كان العطر ملفتاً ومثيراً فهو حرام، وإلاّ فلا حرمة.

الخلاصة:
كلّ ما يكون ملفتاً للذكر البالغ الأجنبيّ فهو حرام، وما لم يكن ملفتاً فهو حلال. ويبقى الاختلاط والنظر. وهذا له مقالة أخرى إن شاء الله تعالى.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع