مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

سماحة الشيخ محمد أمين باقر: أصبحنا نشمخ برؤوسنا بفضل نصر المقاومة

حسن ركين

 



ولد الشيخ محمد أمين باقر عام 1927، وعاش في كنف والده الذي كان إماماً للمسجد، وعرف عنه حبه للعمل والتعلم منذ الصغر. باشر أوائل تجاربه في الإعداد والتأليف ولما يبلغ العشرين من العمر، وعرف عنه تعلقه بالإمام الخميني قدس سره منذ بداية حركته، فسجن في العراق ثم نفي إلى لبنان، ولكن حبه للعلم دفعه للذهاب إلى قم المشرفة من أجل سبر أغوار العلم والبحث والتدريس. وللتعرف إلى حياة سماحته وأحواله، نستمع إليه يتحدث إلى مجلة بقية الله.

•ظروف الولادة والعائلة
الحمد لله دائماً على كل نعمة وله الشكر أنني أبصرت النور في بيت زينته التقوى والإيمان والتواضع وعلى أيدي والدين مؤمنين مخلصين، استطاعا أن يغرسا في أولادهما محبة أهل البيت عليهم السلام، خاصة وأن الوالد كان من أهل العلم والداعين إليه، وقد أفنى عمره في خدمة الإسلام المحمدي الأصيل.

•من أيام الطفولة
ذكريات الطفولة كثيرة، وليس هناك أجمل من استذكارها حين يكبر المرء ويطوي صفحاته، واحدة تلو الأخرى، وما يساعدني على استذكارها، رؤية أحفادي وملاعبتهم. أذكر عندما كنت في السادسة من العمر، حين كنت أرافق المرحوم والدي إلى المسجد وهو ذاته الذي أصلي فيه اليوم إماماً، ولا أنسى الأيام الأولى من دخولي المدرسة، وكنت منذ بداية الدراسة أصر على التفوق والحصول على الدرجات العليا دائماً.

•رحلة طلب العلم
منذ صغري وأنا أرغب بالعلم وطلبه خاصة العلوم الإسلامية والتاريخ، وكنت دائماً منذ الصفوف الابتدائية أدرس سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وتاريخ الدعوة. وبعد ذلك، انصرفت لطلب العلم عند سماحة الشيخ محمد تقي صادق رحمه الله، وقد بدأت منذ فترة الشباب في الإعداد والتأليف. بعد مضي فترة من رحلة طلب العلم، أردت الذهاب إلى النجف الأشرف فطلب مني سماحة الشيخ محمد تقي صادق رضي الله عنه أن استلم إدارة مدرسة خاصة بعد تأسيسها، ولكن عشقي للنجف ونهل العلم من حوزتها الشريفة دفعني إلى السفر، فسافرت براً وعانيت الكثير من الصعوبات خاصة وأن الأجواء السياسية كانت غير مستقرة، كما عانيت الكثير من الصعوبات على المستوى السياسي والمادي والمعنوي، ولكن الله تعالى يسّر لي كل عسر، فهو الناصر والمعين وعليه يتوكل المتوكلون.

•العراق في ذلك الوقت
في العراق كانت الأجواء مشحونة والوضع السياسي كان كثير التقلب وعدم الاستقرار، وقد تأثرت كل الساحات العراقية بالأجواء السياسية، وكان يعم البلاد جو من الهلع والاضطراب والوحشية، وقد كثرت الاعدامات، وبدأت عملية التضييق على الحوزة العلمية.

• رحلة طلب العلم في النجف الأشرف
منذ وصولي إلى العراق تعرفت إلى بعض العلماء اللبنانيين الذين كانوا معروفين في أوساط الحوزة العلمية، ودرست على أيديهم، وتعرفت إلى السيد عبد المنعم الحكيم والسيد جعفر الحكيم وتتلمذت على أيديهما وعلى أيدي غيرهما ممن لهم باع واسع في التعليم والتدريس. أثناء الدراسة في النجف الأشرف، تم اتهامي بأنني من أتباع آية الله العظمى الإمام الخميني قدس سره خاصة وأنه عاش فترة في العراق. وبعد فترة تم سجني لمدة شهر، ثم تم نفيي إلى لبنان. ولكني بعد عودتي إلى لبنان، سافرت إلى إيران لاستكمال رحلة العلم التي لا تنتهي. وفي قم المقدسة نلت إجازة في الاجتهاد من سماحة السيد محمود الهاشمي الشاهرودي، وإجازة أخرى من سماحة السيد علي الفالي الأصفهاني. ثم رجعت إلى لبنان إلى أهلي وأحبائي.

•رحلة العودة إلى لبنان
عندما عدت من السجن العراقي إلى لبنان مكثت فترة، ثم ذهبت إلى قم المقدسة وكنت أزور لبنان بشكل دوري سنوياً من أجل العمل التبليغي، ثم نويت الاستقرار في لبنان في النبطية وبقي قلبي متعلقاً بحلقات الدرس والتدريس في النجف الأشرف وقم المقدسة. ولكن منذ الوصول إلى لبنان، لم يكن الوضع كما كنت أتوقع، فالمجتمع المحيط بي في ذلك الوقت كان قد تغيرت ملامحه، ويحتاج إلى توعية دينية، خاصة وأن النبطية كانت محررة من نير الاحتلال الصهيوني، وقد واجهتني مصاعب كثيرة ولكن بالتوكل على الله تعالى كانت الأمر تسير بسهولة، والمهم في هذا المجال أن يكون العالِم صبوراً، فالصبر من صفات ورثة الأنبياء.

•كلمة للمجاهدين
كل التهنئة والتبريك للمجاهدين والمقاومين الشرفاء. هؤلاء أعزوا الأمة ورفعوا رأسها عالياً، فلولا تضحيات هؤلاء المجاهدين الأبطال الأحرار لما كان هناك وجود للبنان على خريطة العالم. ومنذ أن كنت صغيراً كنت أرى الاحتلال الفرنسي يعيث فساداً في البلاد والعباد، وكانت المقولة المشهورة (قوة لبنان في ضعفه) ولكن أبطال المقاومة وأشبال أمير المؤمنين عليه السلام وقائدهم السيد الهاشمي العلوي السيد حسن نصر الله، صنعوا للأمة نصراً وأصبحنا نشمخ برؤوسنا ونفاخر بأننا ننتمي إلى هذه الأرض، وأصبح الكل يعلم أننا شعب لا يقبل الذل والمهانة، وأننا نقدّم كل ما نملك لكي يبقى وطننا عزيزاً وحراً. وبفضل التضحيات الكبرى لهؤلاء الأشاوس تغيرت المعادلات السائدة، فقد ولى زمن الهزائم إلى غير رجعة وأقبل زمن الانتصارات.

أجواء حرب تموز 2006
لا أنسى الحرب القاسية في تموز 2006م، حين كنت أجلس مع أحفادي وأولادي والطائرات والغارات حولنا، بقيت وعائلتي هنا في أرضي وبلدي، ولم أغادر، بالرغم من تضرر المنزل بسبب غارة همجية، وبقيت مع أحفادي وجيراني أذكرهم بكربلاء وبصبر العقيلة زينب عليها السلام والتضحيات العظيمة لأهل البيت عليهم السلام التي لا مثيل لها، وكنا نقضي الوقت بتلاوة القرآن والدعاء، وكانت سلوانا بعد الله عزَّ وجلَّ بسالة الشباب رجال الله الذين صمدوا ورفعوا راية العز. وإني لم أرَ في كل عمري عزاً ونصراً شبيهاً لما حصل.

•وصية للمبلغين
على العالم المبلّغ أن يكون صبوراً، فالصبر من صفة ورثة الأنبياء، وعلى المبلّغ أن يكون داعياً إلى الله بلسانه وعمله وصفاته وسيرته، ومجتمعنا مجتمع طيب وطاهر وفطرته طيبة وسليمة وسرعان ما يعود إلى أصالته. على العالم أن لا يسمح بتسرب الملل إلى نفسه.

•قيمة الإيمان في حل مشاكل البشر
الإنسان المؤمن المحبوب عند الله وعند الناس، وبفضل إيمانه يستطيع أن يحل المشكلات التي تعترضه، فالتمسك بالدين ومبادئه صراط النجاة لكل الناس، والمؤمن الملتزم لا يمكن أن تصيبه الأمراض النفسية والشكوك، فالمؤمن سليم في تعاطيه مع الناس وهذا رصيده إلى يوم القيامة.

•وصايا للشباب
العمل، ثم العمل، فإن الشيطان يتسرب إلى النفس من خلال الفراغ، ولا بد من الاستقامة والتخلق بالأخلاق الحميدة والتواضع للناس وخدمتهم لأن خدمة الناس هي خدمة الله تعالى، والتعلم من المجاهدين الكبار كيف شقوا طريقهم ووصلوا إلى إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة.

•من مؤلفاته:
-الإسلام والاكتشافات الحديثة.
-الصحيح في تفسير سورة عبس.
-السجود على التراب سنّة رسول الله صلى الله عليه وآله.
وغيرها

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع