مع الإمام الخامنئي | كلّنا مَدينون للنبيّ الأعظم* نور روح الله| هكذا كانت حياة الرسول* مع إمام زماننا | حين تزفّ السماء نبأ الظهور (2): في مكّة السيّد محسن شهيداً على طريق القدس مقاومتُنا بعينِ الله صُنعت حاجّ محسن! إلى اللقاء عند كلّ انتصار* أبو طالب: قائدٌ في الميدان والأخلاق المقاومة الإسلاميّة: ثقافتنا عين قوّتنا الشهيد على طريق القدس بلال عبد الله أيّوب تسابيح جراح | جراحاتي لا تثنيني عن العمل

نور روح الله : هؤلاء هم وارثو الأرض

* نصروا الأنبياء على مدى التاريخ
ظهرت جميع الأديان السماوية من بين الجماهير، وهاجمت المستكبرين بمساعدة المستضعفين. وكان المستضعفون على طول التاريخ إلى جانب الأنبياء، وأوقفوا المستكبرين عند حدهم. وفي الإسلام، نهض الرسول الأكرم من بين المستضعفين، وتمكن من خلال مساندتهم من القضاء على مستكبري زمانه أو هداهم. وثمة حق للمستضعفين على جميع الأديان، ولهم حق على الإسلام لأنهم هم الذين ساعدوا في نشر الإسلام على طول 1400 عام من تاريخه. وكان طريق الأنظمة الملكية والاستكبارية والمرتبطين بها طريقاً آخر دوماً غير طريق الإسلام، وحاربوا الإسلام طوال حياتهم المنحوسة.  إن المستضعفين هم الذين كانوا قد اتبعوا الأنبياء، وانتصرت نهضتنا بواسطة المستضعفين أيضاً، وفرّ المستكبرون أو جلسوا في بيوتهم.

* الإسلام جاء لهذا الهدف:
نحمد الله الذي أراد أن يمنّ على المستضعفين ضد المستكبرين، ويطهّر الأرض من رجس المستكبرين، وأن يرث المستضعفون حكومة الأرض. فالإسلام جاء لهذا الهدف، والتعاليم الإسلامية تستهدف تحقيق هذا المعنى، وهو أن لا يبقى مستكبر واحد على الأرض، وأن لا يتمكن المستكبرون من استعمار المستضعفين واستثمارهم. إننا نفهم من تعاليم القرآن السامية وسيرة الرسول الأكرم وأئمة المسلمين، ومن سيرة الأنبياء كما ينقلها القرآن، أنه يجب على المستضعفين أن يجتمعوا معاً ويثوروا ضد المستكبرين، ولا يدعوا أولئك يأخذون حقوقهم. إننا تحركنا من خلال هذه التعاليم، واستقبل شعبنا الشهادة لأجل هذا الهدف. ولأن الشهادة كانت هي الهدف، فقد انتصر بالقبضة والدم على جميع القوى الجهنمية والدبابات والبنادق والقوى العظمى.

* الكفاح والمجاهدة طريق التحرير:
إن الجهاد لا ينسجم وحب الدعة والرفاهية.  إن أولئك الذين يتوهمون أن لا تعارض بين المجاهدة في سبيل استقلال وتحرير مستضعفي ومحرومي العالم وبين الرأسمالية وحب الدعة، هم غرباء حتى عن ألف باء الجهاد. وإن أولئك الذين يتوهمون أن الرأسماليين والمترفين عديمي الضمير يمكن أن يتنبهوا بالنصيحة والارشاد والوعظ، فيلتحقوا بصفوف المجاهدين في طريق التحرر أو يدعموهم، إنما يدقون الماء في الهاون. إن موضوع الكفاح والرفاه، موضوع القيام وطلب الراحة، موضوع طلب الدنيا والسعي نحو الآخرة مقولتان لا تجتمعان أبداً.  والذين يصمدون معنا إلى نهاية المسيرة، هم فقط أولئك الذين تجرّعوا آلام الفقر والحرمان والاستضعاف. يجب أن يوضع الله نصب الأعين، وتبذل كل الجهود لأجل رضا الله ومساعدة الفقراء، ولا تخشوا الاتهامات مهما كانت.

* حماية المحرومين هي عدالة الإسلام الاجتماعية:
الشيء الذي يجب على علماء الدين أن لا يعدلوا عنه بحال من الأحوال، ولا ينبغي لهم تركه بسبب الدعايات المضادة هو دعم المحرومين والحفاة والدفاع عنهم. فإن من يعدل عن هذا، فقد عدل عن عدالة الإسلام الاجتماعية.  يجب علينا تحت أي ظرف كان أن نعتبر أنفسنا من المتعهدين بحمل هذه المسؤولية العظيمة، ولو قصّرنا في تحققها، فقد خُنّا الإسلام والمسلمين.

* الهدف هو إنقاذ المظلومين من أيدي الظالمين
يقول الإمام علي عليه السلام في كلمة له: "اللهم إنك قد تعلم أنه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان، ولا التماس شيء من فضول الحطام"(1).  فالذي أدى بي لأحكم الجماهير وأقودها هو "ما أخذ الله على العلماء أن لا يقارّوا على كظمة ظالم ولا سغب مظلوم"(2).

* الحق يُؤخذ ولا يعطى
يجب على مستضعفي جميع البلدان أن يأخذوا حقوقهم بقبضاتهم، ولا يجلسوا منتظرين لتقدم لهم حقوقهم؛ فالمستكبرون لا يعطون حق أحد.


نهج البلاغة، خطبة 131، ص304.
نهج البلاغة، الخطبة 3، ص91.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع