الشاعر: عباس علي فتوني
نظمت هذه القصيدة بمناسبة حلول عيد المقاومة والتحرير
|
الْعِيدُ فاهَ افْتِخاراً ثَغْرُهُ الأَنِقُ |
مِنْ أَرْزِ "لُبْنانَ" عِطْرُ الْعِزِّ يُنْتَشَقُ |
|
يا لَلْقُلُوبِ بِبَحْرِ الْبِشْرِ غارِقَةً |
"أَيَّارُ" عَنْ عُرْسِها النَّوَّارِ يَنْتَطِقُ |
|
تَبَلَّجَ الْفَجْرُ زَهْواً، وَامَّحَى الْغَسَقُ |
وَاخْتالَتِ الشُّهْبُ جَذْلَى، وَانْجَلَى الْفَلَقُ |
|
هامُ الرُّبُوعِ بِدُرِّ الدَّمِّ رَصَّعَها |
جُنْدٌ أُباةٌ مُلاقاةَ الرَّدَى عَشِقُوا |
|
ظَلَّتْ دِماؤهُمُ تَنْسابُ ساطِعَةً |
حَتَّى تَألَّقَ فِي آفاقِنا الأَلَقُ |
|
يا أَرْضَ "عامِلَ" أَنْتِ الدَّهْرَ مَأْثُرَةٌ |
نُجْومُكِ الْغُرُّ فَوْقَ الْمُشْتَرِي بَسَقُوا |
|
يا أَرْضَ عامِلَ حَيَّتْكِ السَّما شَدَهْاً |
مِنَ الْمُقاوِمِ، وَهْوَ الْباسِلُ اللَّبِقُ |
|
نارُ الْجِهادِ عَلَى الأَرْجاسِ أَجَّجَها |
وَأَلْهَبَ الرُّعْبَ فِي أَعْماقِ مَنْ فَسَقُوا |
|
وَأَسْرَجَ الْخَيْلَ لِلْهَيْجاءِ صاهِلَةً |
فَالرِّجْسُ تَحْتَ خِفافِ الْخَيْلِ يَنْسَحِقُ |
|
يا مَوْكِبَ الطُّهْرِ حَدِّثْ عَنْ فَتًى حَمِسٍ |
يَأْبَى الصَّغارَ، وَبِاسْمِ اللهِ يَنْطَلِقُ |
|
كَواكِبُ الْفَتْحِ مِنْ عَيْنَيهِ قَدْ بَزَغَتْ |
وَمِنْ وَهِيجِ دِماهُ خُضِّبَ الشَّفَقُ |
|
حَتَّى تَضَوَّعَ مِنْ أَوْصالِهِ الْعَبَقُ |
دَكَّ الْمَعاقِلَ لَمْ يَأْبَهْ لِجَحْفَلِها |
|
تَطْايَرَتْ جُثَثُ الأَنْباذِ ثاوِيَةً |
كَأَنَّ أَشْلاءَهُمُ فِي الْمُنْتَهَى وَرَقُ |
|
جَيْشُ الْعُتاةِ هَوَى تَهْديدُهُ عَبَثاً |
حِيالَ حَدِّ الْمَواضِي حَلَّهُ الْفَرَقُ |
|
وَطائِراتٌ أَذَلَّ اللهُ سُؤْدُدَها |
أَمْسَتْ يَباباً، بِمَوْجِ الْمَوْتِ تَصْطَفِقُ |
|
سَوْطُ الْعَذابِ عَلَى الْمُسْتَكْبِرِينَ هَوَى |
لَمْ يَنْجُ مِنْ لَذْعِهِ مُسْتَكْبِرٌ نَزِقُ |
|
يا صاحِ كَبِّرْ إِلَهَ الْخَلْقِ قاطِبَةً |
وَاصْدَحْ بِصَوْتٍ، يردِّدُ رَجْعَهُ الأُفُقُ |
|
اللهُ أَكْبَرُ فَالْمِرْصادُ مُنْطَلِقٌ |
وَبَيْرَقُ الْفَتْحِ فِي الآفاقِ يَأْتَلِقُ |
|
تِلْكَ الْمُقاوَمَةُ الشَّمَّاءُ صاعِقةٌ |
تُرْدِي الطُّغاة، وَحُجْبَ الْكُفْرِ تَخْتَرِقُ |
|
فَاضْرِبْ بِطَرْفِكَ فِي أَرْجاءِ "عامِلَة" |
تَلْقَ الأَشاوِسَ أَسْيافَ الإِبا امْتَشَقُوا |
|
صَواعِقُ الْجَوْرِ لَمْ تُفَتِرْ عَزائِمَهُمْ |
فَهُمْ لُيُوثٌ شِدادٌ، لِلْوَغَى خُلِقُوا |
|
قَدْ عاهَدُوا الله أَنْ يَمْضَوا بِلا وَجلَ |
لِلَّهِ دَرُّهُمُ، فِي عَهْدِهِمْ صَدَقُوا |
|
أَرْوَتْ جِراحُهُمُ دَوْحَ الْعَلاءِ دَماً |
وَدَوْحَةُ الْمَجْدِ يُرْوِي تُرْبَها الْعَلَقُ |
|
دِماؤُهُمْ نَطَقَتْ بِالْفَتْحِ عَنْ كَثَبٍ |
فَشَنَّفُوا مِسَّمَعَ الدُّنْيا بِما نَطَقُوا |
|
هِيْهاتَ يَخْفِضُ لِلأَوْغادِ جانِحَهُ |
شَعْبٌ هُمامٌ، كِتابَ اللهِ يَعْتَنِقُ |
|
الْقُدْسُ مُغْتَصَبٌ، وَالظُّلْمُ مُلْتَهِبٌ |
حَتَّامَ يا أُمَّةَ التَّوْحِيدِ نَفْتَرِقُ |
|
وَالْعُرْبُ سامَهُمُ الطَّاغِي مُبايَعَةً |
يا بُؤُسَهُمْ، فِي وُحُولِ الْعارِ قَدْ غَرِقُوا |
|
بِخالِصِ الْحُبِّ، بابَ النَّصْرِ نَقْرَعُهُ |
وَنَقْهَرُ الْخَصْمَ رُعْباً حِينَ نَتَّفِقُ |
|
وَإنْ نُبايِعْ بِأَصْواتٍ مُقاوَمَةً |
يُحْرَقْ بِغَيْظٍ يَهُودِيٌّ وَمُرْتَزِقُ |
|
يا شُعْلَةَ الْفَخْرِ، لَيْلُ الْبَغْيِ مُنْدَثِرٌ |
وَالصُّبْحُ زاه فَلا رَوْعٌ، وَلا قَلَقُ |
|
فَفِي "الْبِقاعِ" شُمُوسُ الْعِزِّ مُشْرِقَةٌ |
وَفِي "الْجَنُوبِ" نُجُومُ الْفَخْرِ تَنْبَثِقُ |
|
تاللهِ ما حَلَّ مَوْتُ الذُّلِّ فِي وَطَنٍ |
أَبْناؤُهُ مِنْ نَدَى "عِيسَى الْمَسِيحِ" سُقُوا |
|
وَمِنْ نَقاوَةِ خُلْقِ "الْمُصْطَفَى"نَهِلُوا |
وَمِنْ جِهادِ "عَلِيِّ الْمُرْتَضَى" لَعِقُوا |
|
لَوْلا الْبَواسِلُ ما اخْضَّرَّتْ مَرابِعُنا |
وَلَمْ تُعَبَّدْ بِأَصْدافِ الإِبا الطُّرُقُ |
|
طُوبَى الشَّهادَةُ لِلأَحْرارِ فِي وَطَنِي |
نالُوا الْمُنَى، وَبِركْبِ "الْمُصْطَفَى" الْتَحَقُوا |
|
أَزْكَى السَّلامِ عَلَى الأَبْرارِ أَنْثُرُها |
ما دامَ يُشْرِقُ فِي أُفْقِ السَّما الشَّرَقُ |