مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

نفحات: أيام هزّت التاريخ

آمال جمعة

 



"إن لله في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها ولا تعرضوا عنها" الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله. أما شهر محرّم الحرام، فنفحته الرحمانية إنما هي ثورة، ثورة رحمانيّة عصفت بكل ظلم وفساد وبكل انحراف عن جادّة الصراط المحمدي، عاصفة زلزلت عرش الطغاة في كل زمان ومكان. إنها الثورة التي "هزّت التاريخ ومثلت فيه منعطفاً كبيراً... إنها ثورة الإمام الحسين عليه السلام"(1).

* إظهار الحزن:
ولأن هذه الثورة إنسانية ولأنها انتصار للقيم والمبادئ الإنسانية التي أوجبها الإسلام وأرسى دعائمها بالتشريع الإلهي فإن أعمال هذا الشهر تتفاعل مع الوجدان وحقيقة الإنسان التي فطرها الباري تعالى على حبّ الخير والحق والعدل فتبدأ من استشعار الحزن والبكاء وحتى التباكي لتصل إلى اللطم تفجعاً لما أصاب الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته عليهم السلام. وفي كل الأحوال يعتبر الموالي في حالة عبادة. ورد عن الإمام زين العابدين عليه السلام: "من دمعت عيناه لقتل الحسين دمعة أو قطرت قطرة بوّأه الله عزَّ وجلَّ الجنة"(2).

* زيارة الإمام الحسين عليه السلام (زيارة عاشوراء):
ويستحب في أيام عزاء سيد الشهداء زيارته عليه السلام. وقد ورد الحث على قراءة الزيارة أو زيارة الضريح الشريف في الكثير من الأحاديث. ومما ورد عن الصادق عليه السلام عن أبيه عن جدّه الحسين بن علي عليه السلام قال: "يا أبتاه ما لمن زارنا؟ قال: يا بني من زارني حياً وميتاً ومن زار أباك حياً وميتاً ومن زارك حياً وميتاً كان حقيقاً عليّ أن أزوره يوم القيامة وأخلصه من ذنوبه وأدخله الجنة"(3).

وفي رواية أخرى "من زار قبر الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء عارفاً بحقه كان كمن زار الله في عرشه"(4). فالإمام الحسين عليه السلام الذي بذل في الله مهجته المقدّسة وشهد مصرع أعزّته وأهل بيته واحداً بعد آخرٍ وبأفظع أساليب القتل والتشويه الذي مارسه الأعداء فداءً للدين الحنيف وهو عليه السلام مستبشر محتسب لكل ما جرى عليه عند الله تعالى وبنفس مطمئنة قال: "هوّن ما نزل بي أنه بعين الله"(4) ومع ذلك كله كان راضياً مطمئناً لقضاء الله، يقول كما قال جدّه من قبل "إن لم يكن بك غضب عليّ لا أبالي" فكانت شهادته المباركة استمراراً لرسالة النبي صلى الله عليه وآله والتي جاءت رحمة للعالمين ولتبقى سلّم نجاةً لجميع الناس مدى الدهور وهذا ما قد يُفهم من الحديث الشريف "حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً"(5).

وفي فضل زيارة الحسين عليه السلام عن قرب أو بُعد يقول الكفعمي في كتاب "المصباح" "أنه من أراد (قراءة زيارة عاشوراء) وكان بعيداً عنه عليه السلام فليبرز إلى الصحراء أو يصعد سطحاً مرتفعاً في داره ويومئ إليه عليه السلام ويجتهد بالدعاء على قاتله ثم يصلّي ركعتين..." ثم يقرأ زيارة عاشوراء(6).

* صوم اليوم العاشر حتى العصر:
أما الصوم فورد استحباب صوم الأيام التسعة الأولى من المحرم والإمساك في اليوم العاشر عن الطعام حتى العصر ثم يفطر على ما تيسّر ثم يسلّم على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام وعلى سيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام وعترتهم الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين ويعزّيهم على هذه المصائب بقلب محزون وعين باكية(7) ويدعو بالدعاء الوارد في كتب الأدعية آخر النهار(8). ونختم بمقالة الإمام الحسين عليه السلام "أنا قتيل العبرة، فلا يذكرني مؤمن إلاّ بكى"(9).


(1) من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله ألقاها في ذكرى التظاهرات في 9/1/2008.
(2) الطرائف، ابن طاووس، ص202.
(3) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج97، ص142.
(4) مصباح المتهجد، الشيخ الطوسي، ص771.
(5) بحار الأنوار، ص43، ص261.
(6) المصباح، الكفعمي، ص641.
(7) إقبال الأعمال، ابن طاووس، ص59.
(8) اقبال الأعمال، ص60
(9) الأمالي، الشيخ الصدوق، ص20.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع