إيفا علوية ناصر الدين
شهر من الرحمة والعفو والمغفرة هذا ما نحن بأمسِّ الحاجة إليه، بعد معاناة مع الأسر في زنزانة البؤس التي عكّرت بظلمتها صفو بصيرتنا، وأعمت عيوننا عن طريق الحق ودروب الفضيلة والصلاح.
شهر من الخير والنعم والبركة هذا ما نحن بأمسِّ الحاجة إليه، بعدما فرغت خوابينا من غلة الأعمال الصالحة، وأصاب مؤونة آخرتنا داء القحط والجفاف.
شهرٌ أبواب جهنم فيه المقفلة هذا ما نحن بأمسِّ الحاجة إليه، بعد التخبط في دوامة النفس الأمارة التي أثقلت كواهلنا بالخطايا، وملأت جعبتنا بصكوك من الذنوب والمعاصي.
شهر أبواب الجنان المشرعة هذا ما نحن بأمسِّ الحاجة إليه، بعدما حرمت أصفاد الغفلة المُحكمة أيدينا من التضرع على عتبة النور بآهات التوسل والمناجاة.
شهر العبادة والخشوع هذا ما نحن بأمسِّ الحاجة إليه، بعدما خطفت ساعات اللهو والعبث من قلوبنا لحظات الأنس والهناء، بخشوع راق تتغلغل ومضاته في مسامات وجداننا.
شهر تلاوة القرآن هذا ما نحن بأمسِّ الحاجة إليه، بعد سَفَرٍ في مركب البعد والهجران عن شاطئ هدى الله ومعين آياته.
شهر ليلة القدر هذا ما نحن بأمسِّ الحاجة إليه، بعدما ضاقت أنفسنا ذرعاً بسوء حالها، والتهبت شوقاً ورغبة في الانعتاق من أغلال الشقاء إلى سماء التوبة والهدى والغفران. حقاً، إنها فرصة لا تعوَّض.