نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

نور روح الله: هَمُّ الأنبياء

 

إن منطلق أي إصلاحٍ هو إصلاح الإنسان نفسه. فإذا لم تتم تربية الإنسان فلن يستطيع أن يربي الآخرين. ما يجب علينا هو البدء بأنفسنا وعدم الاكتفاء بأن يكون ظاهرنا جيداً. يجب أن نبدأ بقلوبنا وبأفكارنا، وبأن نحاول أن نجعل يومنا أفضل من أمسنا. وأرجو أن يحدث هذا الجهاد مع النفس لنا جميعاً. فعيدنا هو اليوم الذي يعيش فيه فقراؤنا ومستضعفونا حياة مليئة بالرفاهية والتربية الإسلامية الإنسانية الصحيحة. لقد قال بعض الـعــلماء الكــبـار: إنني أدعو للمنحــرفين أكـثر من غيرهم؛ لأنهم بحاجة للدعاء أكـثر مـن غيرهـم.

• من بركة الإسلام
إن مسؤوليتنا جميعاً إصلاح الحكومة، وإصلاح المجتمع وإعادة بنائه. فإن وجد من هو في موقع الرئاسة والمسؤولية ويريد أن يمنع سير الأمور نحو مسارها الإسلامي والإنساني، يجب علينا توجيهه وتأديبه وتهذيبه لأن بعض هؤلاء لم يدركوا القضايا الإسلامية جيداً. لقد أحاط الإسلام بكل شيءٍ وعلينا الاستفادة منه، فهو الذي جعلنا نتغلب على المشاكل الجسام التي واجهتنا. نحن نأمل أن يشرق هذا النور الإسلامي في جميع البلاد الإسلامية، بل في جميع البلاد المستضعفة، إن شاء الله، وأن يتربى الناس كما يريد الإسلام ورسوله. لقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحزن لأن الناس كانوا لا يتلقون التربية الإسلامية منه كما ينبغي فكان الله تعالى يعزّيه بقوله: ﴿طه*مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (طه: 1 2). لقد كان حزن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم شديداً عليهم، وكان يؤسفه أن لا يهتدي الكفار إلى المسار الإنساني الطبيعي. وعلى كل إنسان أيضاً أن يحزن على الذين لا يسيرون في طريق الإسلام والإنسانية.

• الأنبياء من تجلّيات الرحمة الإلهية
لقد قال بعض العلماء الكبار: إنني أدعو للمنحرفين أكثر من غيرهم؛ لأنهم بحاجة للدعاء أكثر من غيرهم. إنّ قلوب الملتزمين قلوب مفعمة بالرأفة والحب لجميع البشر. فالحروب التي خاضها الرسول الأكرم كانت للدفاع عن النفس، بل حتى تلك الحروب التي ابتدأها المسلمون كانت هي الأخرى من آثار رحمة الله، إذ إن الأمم التي يمكن تهذبيها يجب أن تهذب، وتلك التي تمنع تهذيب الأمم، يجب أن تتم إزالتها عن الطريق. إنها رحمة وإن كان الإنسان يتصور في بادئ الأمر أنه قتل، إلا أنها في الواقع عبارة عن إزالة الموانع عن طريق البشرية. فمثلاً ما أشيع حول إيران من أنها تقتل البشر غير صحيح. إن إيران كانت تقوم بتهذيب "السباع" أولئك الناس الذين هاجموا الإسلام والأمة والإنسانية، فإذا تمكنت من الإبقاء عليهم بالحبس فعلت ذلك حتى يتهذّبوا، وإلا فإنها كانت تقوم بمحاربتهم. وهو ما قام به الأنبياء جميعاً منذ بدء العالم حتى اليوم؛ وهذا تجلٍ من تجليات الرحمة الإلهية.

كما أن وجودنا من تجليات رحمة الحق تعالى، كذلك فإنّ أمر الهداية من جانب الله وبواسطة الأنبياء رحمة إلهيّة كبيرة للجميع. إنّ الرسول وجميع الأنبياء كانوا رحمة للعالمين، لكن الناس جاهلون لا يدركون ذلك وهم لا يدرون ماذا يوجد في طريق الآخرة ولا يعرفون ماذا سيحلُّ بهم إذا لم يسيروا في طريق الإنسانية.

• التضحية والعمل
توجد أنواع من التضحية والعمل. نجد بعض الأشخاص يعمل للوصول إلى متاع الدنيا وفي سبيل ذلك يدفع الناس إلى الأعمال السيئة ويدفع الشباب نحو الموت حتى يتسنى له أن يمسك بزمام الأمور. هذا شكل من أشكال العمل والتضحية. ويوجد نوع آخر وهو أن يضحي الإنسان ولكن بكل ما يملكه هو لأجل سعادة البشر ولأجل تهذيبهم، وهذا مسلك الأنبياء.

• عمل الأنبياء إنقاذ الشعوب
لم يخصص الأنبياء يوماً واحداً من حياتهم لأنفسهم، بل ولا ساعة واحدة منها، بل كان كلّ همهم أن ينقذوا هؤلاء المرضى الذين سيسقطون في الحفر السحيقة والذين يسلمون أنفسهم للعواقب السيئة. وعلينا نحن أيضاً أن نعمل قدر المستطاع لأجل ذلك. طبعاً نحن أقل شأناً من أن نقول إننا نعمل ما عمله الأنبياء لإنقاذ الشعوب. ولكن لا بدّ من العمل لإنقاذ شعبنا والشعوب الأخرى من الظلمات التي حصلت والمصائب التي حدثت لها. إنّ هؤلاء الذين انحرفوا وهم لا يعرفون، خاصة الناشئة والشباب من البنات والأولاد الذين جرّهم بعض عديمي الإنصاف إلى الانحراف، علينا أن نساعدهم كي يتربّوا ويستقيموا إن شاء الله. فكل من يستطيع فليعمل ليعيد هؤلاء إلى الطريق المستقيم. لقد كان هذا طريق الأنبياء، كان طريقهم التربية والتهذيب. لقد جاء الأنبياء لبناء الإنسان ولم يكن لديهم عمل آخر. جاؤوا لكي يهدوا الناس، الإنسانيين منهم، الذين يسيرون في الطريق الخاطئ إلى الصراط المستقيم.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع