آمال جمعة علوية
رغم ظروف الحياة المريحة تارةً والضاغطة تارةً أخرى إلا أن كل واحد منّا تحيط به نِعمٌ كثيرة تحيي في نفسه تأملاتٍ وآمالاً لمستقبل مشرق أو غدٍ أفضل. ومع أننا نعيش في بركات هذه العطايا، ونمسي ونصبح بفضلها إلا أننا لا نلتفت إلى أصل وجودها..
ببساطة، لأنها لوفرتها تتحول شيئاً فشيئاً إلى تحصيل حاصل؛ بدءاً من نعمة الصحة، والأمان، والاستقرار، إلى المال والبنين ... ولعل ما اعتدنا على تكراره دوماً "إذا أردت أن تعرف نعمة الله عليك فاغمض عينيك" هي أكثر العبارات دلالة على أبسط الوسائل وأكثرها فطرية للدلالة على أهمية التفكر بهذه الخيرات الإلهية.
ويذكر الله تعالى في القرآن الكريم وفرة النعم في حياتنا واستحالة حصرها وتعدادها بتحدٍ لافت بقوله: ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا﴾. ولكن هذه النعم لا تحتاج فقط إلى عين باصرة قدر ما تحتاج إلى بصيرة نافذة. فيكفي أن نتأمل في محطات حياتنا كم استنقذنا الله من بلاءات محدقة وكم سعينا خلف أحلام آلمتنا حين استحال تحقيقها ثم عرفنا خير ذلك لاحقاً أو ربما لم نعرفه يوماً، وكم وفّقنا الله لعلم أو رزق، وكم استنقذنا من أعداء أرادوا سلبنا السكينة والأمن.
فإذا وُفقنا للالتفات إليها لا بدّ سنشكر... وفي ذلك نعمة أخرى من ربنا المنّان الذي يقابل الثناء بالعطاء، وهو قد قطعه عهداً في الآية الكريمة ﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ﴾ وهذا ما يجعلنا عاجزين عن حمد يجازي هذا الفيض من البركات، أما أروع تلك النِّعم فهي بركة الولاية للنبي وآله عليهم السلام وهي نعمة تفوق كل نعمة لا بدّ أن نتذكرها دوماً وحينها فلا بدّ سنشكر... حتماً سنشكر.