مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مشاركات القراء: ماذا تكتب على لوح قلبك؟

أمل سماحة

 



كلّنا ينشد السعادة والطمأنينة في الحياة. غير أنّنا نصطدم بضيق الوقت، وكثرة الواجبات كالعمل والعائلة وغيرهما. لهذا، تمضي الأيام والشهور دون أن نحظى بلحظة واحدة من الهدوء والسكون. ناهيك عن التّوتّر والاضطرابات العصبيّة التي تسيطر علينا وتدمّر سعادتنا ومحيطنا في آخر المطاف. فالحياة تفرض علينا مراراً وتكراراً أن نستنزف قوانا وطاقتنا لدرجة أننا قد نفقد الشعور باللحظات الجميلة أحياناً أو سماع صوت الصمت والهدوء أحياناً أخرى. لذلك، علينا أن نتوقّف قليلاً، نتأمل صور حياتنا ليتسنّى لنا أن نغيّر ما علينا تغييره إلى الأفضل، ونُحسِن إدارة وقتنا، ونستغلّ قدراتنا وطاقتنا دون أن يسيطر علينا التّعب والجهد. وهذا سرّ الشخصيّة المسلمة النّاجحة.

ولذا، يجب أن نحفر كل صباح هذه الكلمات في أعماقنا لترسّخ فينا يوماً بعد يوم، وتملأ نفوسنا إرادةً وعزماً وإصراراً حتى نحظى بالسعادة في الدنيا والآخرة وذلك من خلال القيام بالآتي:
1. أفتتح نهاري بالدعاء والذكر والصدقة وقراءة القرآن. فإذا التجأت إليه، فإني أودع نفسي عند حصن حصين، ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (الطلاق: 3).
2. لتكن نيّتي في كافة الأعمال تقرباً إلى الله عزّ وجلّ. عن الرسول صلى الله عليه وآله: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأعمالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم(1).
3. أستثمر كل ساعة من ساعات النهار، حتى أعطي كل شيء حقه.
4. أُدخِل السرور على قلب مؤمن، أعود مريضاً، أفرّج عن مهموم، أُكرم الجار والأرحام، أزرع الخير... وكما يقول حبيب الله صلى الله عليه وآله: "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم بأخلاقكم"(2).
5. أصبرُ عند الشدائد والأزمات، فالحياة ليست كلها وروداً ورياحين، يقول الرسول صلى الله عليه وآله: "الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد"(3).
6. أشكر الله على نِعَمهِ عليّ.
7. أُضيف جرعةً من القوة والإرادة لنفسي وروحي عن طريق الإيحاء الإيجابي لعقلي الباطن، كالقول: "أنا سأنجح في عملي وأؤدي واجباتي العائلية والروحية بصبر وهدوء بعون الله عزّ وجلّ"، وما شابه ذلك من إيحاء هادف ومؤثر.
8. أقتنع بأن راحة القلب وسر الهدوء والسعادة هي في عدم الغضب والعفو ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين (آل عمران: 134)، وأبتعد عن الحسد والعجب والرياء وسوء الظن...
9. أخصّص وقتاً لمطالعة كتاب، فأشارك العلماء عقولهم. يقول الرسول صلى الله عليه وآله: "الجنّة مائة درجة تسعة وتسعون درجة لأهل العقل، ودرجة لسائر الناس"(4).
10.أُعطي نفسي بعض الراحة من خلال الاسترخاء، والتأمل، وممارسة الرياضية..
11.أحذَر من جليس السوء، يقول الرسول صلى الله عليه وآله: "خير جلسائكم من يذكّركم الله رؤيته، وزاد في علمكم منطقه، وذكّركم الآخرة عمله"(5).
12.أحاسب نفسي آخر النهار كي أشجعها أو أؤنبها إذا قصّرت عن طاعة خالقها.
وأخيراً، تقول الحكمة: "أنت الآن حيث أتت أفكارك، وستكون غداً حيث تأخذك أفكارك"(6).
فنحن بأيدينا نختار إما جنّة السعادة والعلم والحكمة، وإما ظلامة الشقاء والجهل.
فاترك بصمتك في هذه الحياة قبل أن ينقضي ربيع العمل، واعرف ماذا تكتب على لوح قلبك...


(1) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 67، ص 248.
(2) إرشاد الأذهان، العلامة الحلّي، ج 1، ص 174.
(3) الكافي، الشيخ الكليني، ج 2، ص 88.
(4) العقل والجهل في الكتاب والسنّة، الريشهري، ص 76.
(5) كنز العمّال، المتقي الهندي، ج 9، ص 28.
(6) الارتقاء الروحي بالفكر والذكر، السيد حسين نجيب محمد، ص 21.


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع