لستُ شيعيّاً وأحبُّ السيّد مرقد السيّد: ملاذُ القلوب في لبنان إحسان عطايا: السيّد في وجدان فلسطين سيّد شهداء الأمّة: طالبُ علم من النجف حتّى الشهادة الشيخ جابر: شهيدنا الأســمى كـان سيّد القوم وخادمهم السيّد الحيدريّ: ارتباطي بالسيّد نصر الله ولائيّ وفقهيّ مع الإمام الخامنئي | أوّل دروس النبيّ : بنــاء الأمّــة* نور روح الله | تمسّكـوا بالوحدة الإسلاميّة* أخلاقنا | سوء الظنّ باللّه جحود* فقه الولي | من أحكام مهنة الطبّ

آخر الكلام: صراعٌ مع .. دعاء

نهى عبد الله


"اللّهمّ إنّي أتوب إليك في مقامي هذا من كبائر ذنوبي وصغائـ.. رها.."، اختفى صوته تدريجيّاً عندما وصل إلى هذا المقطع من الدعاء، أخذ يفكّر: "صغائر الذنوب.. من منّا لا يرتكبها؟"، راح ينظر إلى الدعاء كأنّه يقرأه للمرة الأولى، فكّر: "الأغاني؟! كيف سأتابع الدعاء وأنا لن أتوقّف عن استماعها أبداً؟".

وجد أمامه خيارين:
الأوّل: أن يتوقّف عند هذا الحدّ من الدعاء؛ فلا يدّعي الفضيلة.
الثاني: أن يتابع قراءة الدعاء ولا يحاسب نفسه؛ ليحظى بثوابه فقط.

اتّخذ الخيار الأوّل، فهو ليس ضعيفاً كي يعد ولا يلتزم بوعده لله تعالى. ضمّ دفتي الكتاب، لكنّه غرق في حديث نفسه: "أنا ضعيف، لم أتخذ قراراً بعد بتركها". نظر إلى الكتاب، فشعر كأنّما يؤنّبه: "توقّفتَ عن مناجاة الله؛ بسبب الأغاني؟! بئس العبد الضعيف". أدرك أنّه على وشك أن يخسر معركةً في علاقته مع الله، ودون أن يفكّر فتح الكتاب وشرع في إتمام الدعاء. ظنّ أنّ الخيار الثاني أصوب. وصل إلى: "توبة من لا يُحدّث نفسه بمعصية، ولا يضمر أن يعود في خطيئة..". توقف مجدداً، بدت حيرته أكبر، شعر أنّ التربة الحسينيّة أمامه تلومه: "إن لم تتّخذ قراراً الآن بترك هذه المعصية وأنت تناجي الله، فمتى ستقوى على ذلك؟"، أخذ يصارع نفسه، وبإصرار تابع القراءة: "أوجب لي محبّتك كما شرطتَ، ولك شرطي ألّا أعود في مكروهك.. وعهدي أن أهجر جميع معاصيك"(1).

إذاً هو عهد! حينها ذرف دموعاً حارة اغتسلت بها نفسه من سطوة هواها، وما إن أنهى الدعاء حتّى قام ورمى جميع أسطواناته؛ منفّذاً الخيار الثالث الذي لم يفكر فيه؛ إتمام الدعاء وهجر الأغاني.


1.دعاء التوبة، من أدعية الإمام زين العابدين عليه السلام، في الصحيفة السجادية.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع