مهداة إلى فقيد الجهاد الدكتور عبد الله قاسم بمناسبة مرور العام الأول على رحيله
الآن نفضتُ يديّ من تراب قبرك يا أخي، وعدتُ إلى المنزل كما يعود القائد المنكسر من ساحة الحرب، لا أملك إلا دمعة لا أستطيع إرسالها، وزفرة لا أستطيع تصعيدها. هذه العودة التي ما تمنّيتها لك يوماً أبداً، أيها الأخ المجاهد المقدام، بل على العكس من ذلك، كم تمنّيتُك عائداً من الجهاد فاتحاً يديك مستبشراً بالنصر، لأضمّك، أعانقك، أقبّلك وأشمّ عبق الجنة فائحاً منك. رأيتك يا أخي العريس، في فراشك عليلاً فجزعتُ، ثم خفتُ عليك الموت، ففزعتُ، وكأنّما كان يخيّل إليّ أنّ الموت والحياة شأن من شؤون الناس، فاستشرتُ الطبيب في أمرك فكتب لي الدواء، وباشر العلاج، ووعدني بالشفاء، فجلستُ بجانبك أصبّ في فمك قطرات ذلك السائل الأصفر، والقدر ينتزع من جنبيك الحياة قطعة قطعة، حتى نظرتُ فإذا أنت بين يديّ جثة باردة لا حراك بها فعلمتُ أني قد فقدتُك وأن الأمر أمر القضاء، فهيهات أن أراك بعد اليوم حتى يحين يوم الحساب، عندها ستأخذ بيدي وتدخلني معك جنة عدن التي وعد الله المتقين بها.
أختك الكبرى داليا علي قاسم