إعداد: ديما جمعة فوَّاز
لا ينتهي الموضوع حين يقرِّر أحد الطَّرفين ذلك، لأنَّ من أبرز سمات الحوار الناجح هو الاستماع لما يقوله الآخر وعدم قفل باب النقاش حين يملّ أحد الطرفين. وإليكم نموذجاً من ختمية حوار طويل بين شاب وأهله وسنكتفي بنقل النهاية منه.
(بعد أخذ ورد عقيمين داما لبعض الوقت)
الأب: انتهى النقاش ونفّذ ما قلته لك!
الشاب: مهلاً أنا لم أقتنع بعد..
الأب: منذ ساعة تجادلني ولم يعد لدي الوقت لحوارك العقيم.
الشاب: لا يمكنك أن تقرر إنهاء الحوار وتتوقع منّي تنفيذ ما قلتَه دون أن تسمعني!
الأب: كفاك أخذاً وردّاً. لقد سمعت كل ما لديك ولم أقتنع فافعل كما قلت لك وكفى!
* نصيحة للأهل
1ـ حاولوا أن تضعوا خطوطاً عريضة للنقاش، وأرضية مشتركة، وهدفاً واضحاً يتفهَّمه ولدكم ويوافق عليه.
2ـ لا تخوضوا في التفاصيل، إنما ناقشوا أبناءكم في الفكرة الأساس للموضوع المختلف عليه. مثلاً، إذا كان السهر خارج المنزل ممنوعاً فلا تضيّعوا الوقت في نقاش أين يريد ولدكم أن يسهر ومع من، إنما أقنعوه بأصل المبدأ.
3ـ حافظوا على خطّ الرجعة مع أبنائكم ولا تفرضوا عليهم رأيكم بالمطلق، واحرصوا على عدم الاستهزاء بهم.
4ـ لا يجادل الوالدان أبناءهما معاً، إنما عليهما تبادل الأدوار، فلا بأس إن بدأ الوالد بالنقاش ثم استلمت الأم زمام الحوار. وتأكدا أنكما إن فرضتما رأيكما بشكل تعسُّفي فإنكما سوف تفقدان ثقة أبنائكما.
5ـ في الختام، كلما كثر النقاش في المنزل الواحد، وكثر تبادل الآراء والتّحاور قلّت احتمالات البعد والجفاء بين أفراد الأسرة. وتذكَّروا أنَّكم النموذج أمام أبنائكم في كيفية اتخاذ القرارات في الحياة فاحرصوا على أن لا تكونوا مثالاً مشوَّهاً لهم.
* نصيحة للشاب
1ـ حاول منذ بداية نقاشك مع والديك أن تطرح أفكارك بشكل واضح دون استفاضة وإعادة لها إنما حدّد هدفك وتدرَّج في نِقاشك.
2ـ اجعل أهلك يشعرون أثناء نقاشهم معك أنَّك تسمعهم وتوافق على جزء مما يقولون مع إبداء تحفّظك على بعض النقاط؛ لأنَّ ذلك سوف يشجّعهم على الاستماع إليك ويسعون بدورهم أن يتفهَّموك.
3ـ حافظ على هدوئك كي لا يعلو صوتك أو تقلّل من احترام والديك؛ لأن ذلك كفيل بإنهاء النّقاش بأسلوب حاد وتكون أنت المخطئ حتى لو كان رأيك سديداً وفي محله.
4ـ اختر وقتاً مناسباً للنقاش، واحرص على أن يكون مزاج الطّرف الآخر وظرفه مؤاتياً للاستماع إليك، فلا تجادل والدك فور قدومه من العمل ولا تناقش والدتك أثناء قيامها بأعمال التنظيف!