هو يوم ليس كباقي الأيام رغم أن الشمس استرقت صبحها من الليل المنتظر، وتسلل نورها عبر نوافذ الموقع الضيقة كما يتسلل المقاوم إلى دشم العدو. استفاقوا من النوم لينفذوا قضاء الله وقدره الذي آمنوا به، وهو أن لكل طريق نهاية.
لقد آثروا لقاء الله فائزين محملين بزاد الشهادة على لقياه خالين الوفاض. هموا إلى مهامهم ليكونوا بين يدي الله وهم على أمل العودة لا خوفاً من الشهادة، إنما لإتمام جهادهم حتى يصلوا إلى نصرٍ مظفر أو شهادةٍ مباركة. إلا أن أحدهم كان يشعر أنه إلى جنان الخلد ذاهب.
بدأت المهمة، وكان هذا المقاوم لا يفكر فيما يجري من حوله من أمور الميدان والقتال. لقد كان يرى الجنة من فوهة بندقيته ويسمع أصوات الملائكة من أزيز الرصاص. رمق السماء بطرفة عين فرأى ملك الموت آتياً إليه حاملاً في يديه بطاقة دعوة إلى جنات الخلد. ضحك المقاوم ورمى بنفسه ليتسلّم بطاقته خاتماً بذلك مسيرة قد وضعها لنفسه، وأيقن أنها خير طريق للوصول.
وفاء قطايا