مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

شباب: بين الأنا والأنا..

ديما جمعة فوَّاز

 




من أنا؟ ما هي أهدافي؟ كيف أتعامل مع من هم حولي وأتقبّلهم؟ كيف أحقّق ذاتي بمعزل عن الآخرين؟

هي أسئلة محورية تجول في رأس أغلب الشباب في طور نموّهم وسعيهم في بناء شخصيّة ناجحة. ورغم أنّ الله أنعم على العديد منهم بآباء يتفهّمون حاجاتهم إلا أننا نجد بعضهم عاجزاً عن التعبير عمّا يريد بشكل صحيح، ببساطة، لأنهم غير متصالحين مع ذاتهم ولا ينفكون يبررون لأنفسهم الخطأ ولا يعرفون أين ستحط بهم سفن الحياة ومتى سيضعون رحالهم عند مرفأ محدد لينطلقوا بعدها في محاولة إيجاد الذّات..وبين الأنا والأنا.. أنا تقلقنا وتقيّدنا.. وأحياناً كثيرة تدمّرنا! "كيف تكلّمني هكذا؟ كيف تتعامل معي بلؤم؟ وكيف تنتقدني أنا وتحطّ من قدري؟". ولكن السؤال الأساس الذي لا بدّ أن يطرحه كلّ واحد منّا: من أنا؟ من أنا حتى أخال نفسي منزّهاً عن الخطأ ومعصوماً عن الذمّ؟ حين نتحرّر من تلك الأنا القابعة في داخلنا.. حين ننظر إلى الأمور حولنا نظرة استقلاليّة عن أهوائنا ورغباتنا.. سوف نتمكّن من الانطلاق بحريّة أكبر.

"لا يمكنني القيام بهذا العمل.. ولا أستطيع أن أنجح".  كيف عرفت دون أن تحاول؟ "أنا الأفضل وكلماتي هي الميزان".  وهل قرأت وتثقفت وامتلكت التجارب الكافية لتنصّب نفسك ملك الكلمات وخطيباً في الناس من حولك؟ انظر إلى الأمور من حولك بمنطقيّة.. حاول حين تواجه أيّ مشكلة أن تقف على كرسيّ مرتفع وتخيّل أنّ المسألة برمّـتها أسفل منك، انظر إلى كلّ المعطيات وتعرّف إلى مختلف الحلول وتجرّد من تلك الأنا التي تقف بينك وبين المنطق والعقل.. حين تسمع نقداً أو تتلقّى كلاماً قاسياً خاصّة إذا انطلق ممن يحبّك: من أب يرعاك وأمّ تهتمّ بك وصديق مخلص لك.. حين ينطلق الكلام ممّن يخاف عليك حتّى من نفسك، تجرّد من الأنا واستمع إليه.. لعلّك تتعالى أمامهم وتقفل أبواب الحوار ولكن لا بأس إن قبعت مع نفسك وانفردت بذاتك وخاطبت تلك الأنا.. خاطبها، أنّبها، علّمها كيف تتنازل فتسمو وتتقبّل الرفض بالحب والقسوة، بالودّ والجفاء، بحسن الذكر، رُبَّ ألد أعدائك نفسك التي بين جنبيك.

في الختام
تعرّف إلى نفسك. رحم الله امرءاً عرف حدّه فوقف عنده، هي وصية أوصانا بها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: "من عرف نفسه فقد عرف ربّه!" (1)


(1) شرح أصول الكافي، مولى صالح المازندراني، ج 3، ص 23.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع