يوماً ما...
ستغدو الأرض سوداء قاتمة، خالية من الرحمة قاسية، سيمسي الحقّ مطموراً بتراب الظلم والقسوة. لن تُرى بسمة، ولن يُسمع طنين ضحكة، بل سيصدح رنين الأنين الخفيف، سيصدح لظى البكاء الكسير.
سيأتي جيش جرّار، سيلوّث عالمي، سيكتسح ويخرّب عالمي الجميل، سيسفك الدماء ويقطع الرؤوس. هو لن يرحم ابن الأشهر ولا ابن السبعين. سيتهاوى الأمل في زاوية، سيصير طائراً تكسّر جناحاه وتبلّلا ظلماً وعدواناً...
يوماً ما...
سيبرز رجال قلوبهم كزبر الحديد، أشدّاء على الظالمين أقوياء، رحماء بينهم. سينفضون الغبار المتراكم على وجنتَي القدس اللتين هجرهما الربيع. وفي يومٍ ما...
سأنادي باسمك دامع العينين، باسم الثغر، غامزاً صفحة السماء. سأنادي نداءً يسمعه مشرق العالم كما مغربه. سأحكي لهم عن عظمة محمّد، وشجاعة عليّ، وحقّ الزهراء، ومظلوميّة الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة. سأحدّثهم عن السجّاد، والباقر، والصادق، والكاظم، والرضا، والتقيّ، والنقيّ، والزكيّ. وسأحدّثهم عن يوسفنا الذي غُيّب عنّا... عن حلم الأنبياء وأمل الأولياء.
وفي آخر الزّمان...
سيأتي المهديّ ويزيح غمامة اليأس عن جباه المستضعفين، سيعيد الحقّ للمظلومين، والضحكة إلى شفاه الأطفال، سيبني فوق أرض البقيع قبباً من ذهب مصفّى، وسيبني مقاماً لسيّدة النساء.
عندما يجيء المهديّ، تحلّ في المكان رائحة تراب رطب، رائحة لا تشبه إلّا نفسها. يلفّ الإمام وجوهنا المتعبة من الانتظار برايته البيضاء. نعم، سننتظره وسيظهر. ألا إنّ للانتظار نكهة لا يعرفها إلّا أهل العشق. وسيقول أهل العشق إنّنا في انتظار عودة المحبوب بالراية البيضاء.
فيوماً ما... سيطلّ محبوبي بسيمائه!
فيوماً ما... سيتجلّى نوره وضياؤه!
فما أبهى نورك حين يتجلّى!
سميّة نجدي