مهداة إلى أرواح شهداء الهرمل في ذكراهم
مع نسمات الهواء وحبّات المطر، مع أصوات
المآذن وأجراس الكنائس، وصل النداء، نداء الأرض المحتلة، نداء الثكالى واليتامى،
وكأنه نداء الحسين عليه السلام من كربلاء "هل من ناصر ينصرنا"؟ هب الأُسود من
عرينهم تاركين وراءهم قلوباً يخرقها ألمٍ الفراق. مضوا من بين أحلام الصبا، مضوا
متخلين عن أطفال هم حلم عمرهم الجميل، حملوا أجسادهم النحيلة وأعمارهم الصغيرة. لا
يملكون سوى سلاح الإيمان والقضية الحقّة ليواجهوا أعتى قوّة. انطلقوا على اسم الله
وأذاقوا أعداءهم كأس الذلّ والهزيمة وقاومت حينها العين المخرز. وبعد...
بدأت
مواكبهم الملائكية بالعودة زرافاتٍ ووحداناً، عادوا مكلّلين بالغار يجلّلهم. قامت
الهرمل ترفل مزهوةً بهم. ومن مثلها وهي أم الشهداء وخزان المقاومة؟ قامت
وبرفقتها العاصي ليستقبلا الوافدين الكرام ويمسح الدم التراب عنهم بقطرة من مائه
العذب. وهذا صوتنا يقسم لأرواحهم إنا على العهد باقون، وللوصية حافظون، نقدم
الأرواح رخيصة حتى تحقيق إحدى الحسنيين "النصر أو الشهادة".
لينا إبراهيم مرتضى