أيّ حجاب ذلك الذي ينطق بلغة السفور؟! تبرُّج وزينة وعطر،
وثياب لا تؤدي معنى الستر، وعلى الرأس غطاء مصاب بسرطان الموضة الفتّاك. إنّه حجاب
غارق في مستنقع الجهل أو التجاهل عن الهدف الذي وُجد من أجله، والمغزى المراد منه،
والقيمة التي يمثلها، والرسالة التي يجب أن يؤديها، والدور الذي يجب أن يلعبه،
والشروط التي يجب أن يراعيها، والواجبات التي يجب أن يحققها، والمستلزمات التي تصون
هيبته من الضياع والتزلزل والانهيار.
إنّه حجاب لو قُدِّر له أن يتكلم لصاح هاتفاً مستصرخا:
أنا الحجاب عقيدة، وإيمان، ويقين، ونهج، ومبدأ، والتزام.
أنا الحجاب عبادة، وطاعة، وتسليم، وخضوع، وخشوع.
أنا الحجاب نور، وفخر، وخير، وطهر، وستر.
أنا الحجاب عزّ، ورفعة، ومجد، وتألق وجلال وجمال.
أنا الحجاب عَلَم، وعِلم، وعمل، وسلوك، وأسلوب حياة.
أنا الحجاب خُلق، وعفة، ووقار، وصفاء، وحشمة، وحياء.
أنا الحجاب جهاد، وقوة، وتحدّ، وعزم، وإصرار، وثبات.
أنا الحجاب قدوة زينب الحوراء عليها السلام، وإرث فاطمة الزهراء عليها السلام.
أنا الحجاب تاج الهدى وكلمة التقوى وسبيل الرضى.
أنا الحجاب، أقسم بالله عليكن يا ربيبات خير النساء، أن لا تلطخن أيديكن في هدر حقي
وهتك حرمتي. فتلك غاية ومسعى ومرتجى أهل الفسق والعداء.