هنا قانا...
حيث الطفولة تدفع وحدها ثمن الحقد المستوطن قلوب المستكبرين...
حيث الطفولة تدفع وحدها ثمن الغلو والتجبر...
هنا القنابل تدفن مرح الطفولة وبسمتها، لعبها وبراءتها، تحت الركام الموحش...
هنا كيد الطغاة يضيء ليل قانا وفجرها بالنار لا بالنور!
هنا الطائرات تلقي تحية الصباح على الأطفال النيام: هديراً!... صواريخَ... ناراً...
ويبقون نياماً... وتتسع ابتساماتهم!
هنا... أم تبحث عن وليدها فلا تجده...
وطفل يبحث عن أمه فلا يجدها...
هنا يعجز الكلام...
يسقط كسيحاً أمام الدخان الأسود الذي غطى الكون...
وهنا...
أطل وجه محمد نورانياً من تحت الأنقاض: الويل لكم
الويل لكم عندما تضمد الطفولة جراحها وتجمع أشلاءها المتناثرة وتلقف الأشلاء...
الويل لكم حين تسألكم: أين ضمير العالم؟!
هنا قانا...
أعوام مرت...
ولا زالت النساء تلد...
هبة جمال حيدر/ قانا