ديما جمعة

هو في الصف منشغل بالكتابة على اللوح والتلامذة بين أحاديث جانبية وتململ من الضجر.. وفجأة يُقرع الجرس معلناً نهاية الحصة.. ولكن الأستاذ يستمر بالشرح.
التلميذ (وهو يستعد للوقوف): لقد دق الجرس يا أستاذ وانتهى الوقت.
الأستاذ: لا زلت بحاجة لخمس دقائق.
التلميذ: لا تستطيع أن تقتطع من وقت الفرصة. غداً تكمل شرحك.. هيا يا رفاق!
الأستاذ: أنا أقول متى أنهي الدرس أيها الوقح.
التلميذ: على كلٍّ أنت الأستاذ وأنا أتعلم منك كيف أتكلم.
الأستاذ: أخرج من صفي إلى مكتب الناظر لتعاقَب على أقوالك.
التلميذ (بكل استهتار): حسناً لا بأس، هذا أفضل من حضور هذا الدرس المملّ.
هذا مقطع من حديث قد يتكرر في عدد من المدارس بين الأستاذ الذي يسعى إلى القيام بواجبه كما إلى بسط هيبته وبين التلميذ المتعطش للراحة والاسترخاء.
كيف نتعامل مع هذا الوضع؟ وما هي حقوق التلميذ وواجبات الأستاذ والعكس؟!.

* نصيحة للشاب
1- لا تستفزّ الأستاذ أو تسئ إليه؛ لأنه يبذل جهداً كبيراً في إرشادك مهما اعتقدت أنه غير كاف.
2- حاول أن تلعب دوراً إيجابياً في خلق مناخٍ مناسبٍ للعلم داخل صفك بدل أن تربك رفاقك. أما احترام الآخرين فينبع من تقديرك لذاتك. والتقليل من قدر أستاذك لا يزيدك رِفعة بين زملائك، بل يترك انطباعاً سيئاً في نفوس من هم حولك حتى ولو أظهروا لك غير ذلك.
3- تذكر قول النبي صلى الله عليه وآله: "من تعلمت منه حرفاً صرت له عبداً" (3).

* نصيحة للأستاذ
1- حاول أن تنسى همومك الشخصية حين تدخل إلى صفك لتستطيع التركيز على العمل ولا تتوتر من أقل حركة يقوم بها الطلاب.
2- تذكر أنك محط اهتمام تلامذتك وأنهم يتلقفون ردات فعلك ويقتبسونها منك.
3- مهما حدث داخل صفك تبقى أنت الحلقة الأقوى فكن حاكماً عادلاً وابتعد عن تحدي التلامذة لأنك بذلك سوف تترك أثراً سلبياً على حياتهم النفسية والعملية.
4- لا تهمل العلاقة الإنسانية مع تلاميذك فدورك لا يقتصر على ضخ المعلومات في عقول طلابك.
وفي الختام نصيحة من الإمام الصادق عليه السلام تقول: "تواضعوا لمن تتعلمون منه وتواضعوا لمن تعلّمون" (4).
إذن، فالحل الأسلم والكافي هو التواضع.

_{(3) م. ن، ص 165.
(4) مشكاة الأنوار، الطبرسي، ص 242.بحار الأنوار، م. س، ج 74، ص 166.}