في اليوم الأول من العام الجديد ثمة أمور يجب أن تخطر في
البال. لا بد من وقفة ذكرى على أطلال سنة انقضت أيامها، وتصرّمت لياليها على صولات
وجولات من أفراح وأتراح، وعلى لحظات سراء وضراء دغدغت قلوبنا بحلوها ومرها، وعلى
آهات وضحكات ترددت نغماتها في صدى الذكريات.
لا بد من وقفة حساب نستعرض فيها جنى
أيدينا من حصاد الأعمال، وما ادخرته من أرصدة التحدي والكفاح، وما حققته من إنجازات
ونجاحات، وما سجلته من نقاط قوة ترجّح كفة الفخر في ميزان الربح والخسارة. وفي هذه
الوقفة نستكشف أيضاً ما اقترفته أيدينا من قبيح الأفعال، وما جرّته علينا أنفسنا من
سوء الأحوال، وما ارتكبناه من أخطاء وآثام حفرت أثلامها على صفحات قلوبنا، فكوتها
بنار اللوعة والأسى. لا بد من وقفة شوق على أعتاب الرحمن مدبر الأمور وقاضيها، نرفع
إليه نداءات الشكر والثناء على فضله ولطفه ورحمته ورأفته وجميل نعمه. لا بد أيضاً
من وقفة تأمّل على شرفة الأمل، نستشرف منها أطياف المستقبل، ونشرّع فيها نوافذ
أعيننا على لوحة حياة رائعة في دنيا ترتسم فيها ملامح الجمال والكمال، والنور
والخير، والحب والسرور، والعمل والعطاء المكللة برضا الله ورحمته.
في اليوم الأول
من العام الجديد لا بد من وقفة تذكر وحساب وتأمّل وتفكّر يتبعها: هيّا إلى خير
العمل.