فاطمة تامر حمزة
من هنا... من حجرة الروح في أجسادنا، من أحداق العيون المتّجهة دوماً إليكم، حيث
أصبح الزّمان والمكان يسكنان فينا، حيث أنتم من هناك، أمام القمم الّتي انحسر البصر
عن بلوغ شموخها، من هناك شرعت مواسم النصر عند مآذن كربلاء، يحوطها دم الطهر
والعفاف، والحسين ربّان هذه القافلة وراعيها، يصدح صوته الملكوتي في أرجاء المعمورة،
طالباً الناصر والمعين، ومبشراً بعزّةٍ أبديّة.
من هنا من كربلاء ميدان الكرامة
والشهادة، وعاشوراء زمن التضحية والفداء، كانت الإنطلاقة الكبرى لفتح الله الأكبر،
وتستمر التضحيات عبر الأزمنة، مفتاحها العشق للحسين، لتصل إلى أرض الولاء
والبيعة في كربلاء، مردّدة التلبية العظمى بأفواه الإخلاص والصدق، وقربانها شهداء
عظام يحطمون أسطورة الغدر ويكشفون زيف المبطلين، وشعارهم الدائم: "إن حبّ الحسين
أجنّني".