* من أمثال العرب:
- يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ:
يُضرَب هذا المثل للنادم على ما فاته, قَالَ الله تعالى:
﴿فأصبحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا
أنْفَقَ فِيهَا﴾.
* من أجملِ الكنايات:
الكناية تعبير مجازي يقوم على إيراد عبارة لها معنيان، المعنى الأوَّل القريب غير
مقصود لذاته، والمعنى الثاني البعيد هو المقصود. ومن أجمل الكنايات "فلان طَيِّبُ
الحُجْزَة". الحُجْزَةُ هي موضع التِّكَّةِ من السراويل (البنطال)، وتلفُظُها
العامَّة "الدِّكَّة". أمَّا أصل هذه اللفظة فآرامي (دِكّة = Tecto) كما يرى الأب
روفائيل نخلة اليسوعي، في كتابه القيِّم "غرائب اللغة العربيّة". وهكذا فإنَّ القول:
"فلان طيِّبُ الحُجْزَة" هو كناية عن عفَّته وطهارته، شأن الكناية الأخرى: "فلان
طاهر الثوب"، فإنَّ حُجْزَتَهُ حاجِزٌ دون المحارِم.
* أيُّ سِرٍّ فيه؟!
عيناه صافيتان، يترقرقُ فيهما الحياء.. ودمعة غريبة غير مرئيَّة، تفرضُ عليك
الإحساسَ الشديدَ بوجودها، حتى لتكادَ تُحِسُّ بدفئها.. وقد تتساءلُ: ما مبعثُ هذه
الدمعةِ الغريبة؟ أَهي استجابةٌ فطريَّةَ لأنين المظلومين في هذه الحياة، وما
أكثرهم؟! أمْ تأسٍّ بنشيج المرضى الذين يعانون بضجيجٍ أو صَمْت، فداحة آلامهم
وأوجاعهم، وقد عزَّ عليهم الدواء؟ أم إحساسٌ مع الأسرى في سجون الاحتلال، وهم
يعانون التعذيب والوحشة وفراق الوطن والأحبَّة؟ أم تُراها دمعة الحزن على أرواح
الشهداء الذين روَوْا بدمائهم الطاهرة أرضنا الطيِّبة، فأنبتَتْ حريَّةً وكرامةً
وإباء؟. لعلَّها دمعةٌ زينبيَّة، سكنت مُقلتيه صغيراً، عندما كانت السيِّدة والدتُه
تقرأ مجالس الحسين عليه السلام، وهي تحمله طفلاً رضيعاً بين يديها.. فتقرأ وتبكي،
وتنزل دموعُها غزيرةً على وجه الصغير، فتمتلئ عيناهُ بدموع أُمِّه.. ويرتضعُ مزيجاً
غريباً من الِّلبان والدموع والآهات!!. ذلك الطفل هو عملاق المقاومة، السيِّد
عبَّاس الموسوي رضوان الله عليه!.
* من معاني الاستفهام:
الاستفهام غير الحقيقي يُستعملُ لغاياتٍ ومعانٍ عديدة، منها:
التعجُّب: ما هذا الجمالُ الذي أراه؟!.
الأمر بصورةٍ ليِّنة: هل تدرسون دروسَكم؟ (للحَثّ على الدرس). ما رأيُكم لو نذهب
معاً؟.
التأكيد مع الاستنكار (حين ننكرُ على الشخص عملاً قامَ به): أتضرِبُ أخاك؟ أتلعبُ
والامتحان قريب؟.
الاستبعاد (لاستحالة حصوله): هل نزَلَ عليك الوحيُ؟.
التعظيم: أأسدٌ أنتَ في القتال؟!.
التقرير: أَلَمْ أقُلْ لكم إنَّكُم من الناجين؟. (استفهام مقرون بالنفي يُراد منه
التقرير).
التحقير: أَطنينُ أجنحة الذباب يُضيرُ؟ (يُقال في من تستهين بقوَّته أو تأثيره فيك).
التشويق: هل أدلكُّم على تجارة تُنجيكم من عذاب أليم؟.
التوبيخ: إلى متى هذا السُّبَاتُ، يا أمَّةَ العرب؟!.
* من نوادر العرب:
كان أعرابيٌّ يعملُ في معمل للذهب، فلم يُصِبْ شيئاً، فأنشأ يقول:
يا ربِّ، قدِّرْ لي في حَمَاسي
وفي طلابِ الرِّزْقِ بالْتِماسِ
صفرا تجْلو كَسَلَ النُّعاسِ
فلسعَتْه عقربٌ صفراء، أسهرَتْه طول الليل، فجعلَ يقول: يا رَبِّ، الذنبُ ذنبي؛
لأنَّني لم أُبيِّنْ لك ما أريدُه.. اللَّهمَّ لك الشكرُ، ولكَ الحمدُ.. اللَّهمَّ
أعطني ثوابَ الصبرِ والشكرِ على بلائك. فقيلَ له: ما تصنع؟ أما سمعت قول الله تعالى:
﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ﴾؟.
فوثبَ جَزِعاً وهو يقول: اللَّهمَّ لا شكراً، لا شكراً!.
* أخطاء شائعة:
- يقال: تأخر فلان على الموعد, والصحيح أن يقال: تأخر فلان عن الموعد.
- يقال: الحكومة تشجّع التعليمَ الرسمي, والصحيح أن يقال: الحكومة تشجّع على
التعليم الرسمي, فالتشجيع يكون لإنسان لا لشيء.
- يقال: أخذ السيارة وذهب, أو: أخذ حماماً ساخناً, أو: أخذ وقته, راحته,... وكل هذه
التعابير خاطئة, لأنها إنما هي ترجمة حرفية عن اللغة الإنجليزية, نقلها بعضهم إلى
لغتنا الفصحى.
* كلمات عامية أصلها فصيح:
- تقول العامة:
فلان وجهه مبجبج, يقصدون أن وجهه منتفخ ومسترخي اللحم. وهذا الاسم "مبجبج" قد يكون
مشتقاً من الاسم العربي الفصيح "بجابج" أو "بجباج" أي سمين مضطرب اللحم.
- تقول العامة: فلان بدَّعَ في العمل إذا كان عمله حسناً وغاية في الجودة. وفي
لغتنا العربية الفصيحة "بدَعَ" الشيء: كان غاية في كل شيء.
* من غرائب اللغة:
من أهمّ غرائب العربيّة أنَّ فيها كثيراً من الكلمات (خصوصاً الأفعال) إذا تقاربت
أو تشابهَتْ في الكتابة، تقاربَتْ أو تشابهت في المعنى. من ذلك مثلاً: بَزَّ وبَذَّ،
فهُما بمعنى فاقَ وغلَبَ. (أحمد شوقي بَزَّ الشعراء الأقدمين. وفُلان فذٌّ بَذّ، أي
فَرْد، لا صِنْوَ له).
وَسَمَ ووَشَمَ: وسَمَ يَسِمُ وَسْماً: كَوَى وأثَّر بسِمَةٍ أو كَيّ. ووشَمَ يَشِمُ
وَشْماً اليدَ: غرزها بالإبرةِ وذَرّ عليها النيلج = صِبْغٌ أزرق. فالوسْمُ هو
النقْشُ أو الطبع فوق الجِلْد. والوشْمُ هو النقْشُ تحت الجلد.
سَنَّ وشَنَّ: سَنَّ اللهُ سُنَّةً، أي بيَّنَ طريقاً قويماً واضحاً. ومنه سَنَّ
الحاكمُ القوانين، أي أرسلها واضحةً قويمةً، من جهة واحدة لا لُبْسَ فيها. وكذلك
سَنَّ الماء، أي صبَّه أو أرسله من جهة واحدة وبرِفْقٍ، غيرَ متفرِّق. أمَّا شنَّ
الماء فأرسله متفرِّقاً، ومنه شَنَّ الغارة، أي فرَّقها، فأتت من كلّ صوْب. يقول
الإمام علي عليه السلام في خطبة الجهاد، مؤنِّباً ساخطاً على المتخاذلين من جيشه: "فتواكَلْتُم
وتخاذلْتُم حتى شُنَّت عليكم الغارات، ومُلِكَتْ عليكم الأوطان".
* قالت ليَ المرآة:
- كيف رأيت كلمة السيِّد حسن التي ألقاها في مناسبة الاحتفال بذكرى الشهداء القادة؟
- جيِّدة.
- جيّدة؟!. هكذا، فقط! مساكين أنتم، أيُّها البشر، في تعابيركم السطحيَّة!
- ولماذا التجريح؟!.
- لأنني أصْفُو لك حتى تُحسِنَ النظر، وتُحسِنَ الحكم.
- فكيف ترين أنتِ كلمة السيِّد؟
- إنَّها رائعة، ومُريعة، ومُرَوِّعة! رائعة لعشَّاق الحريَّة والكرامة، في لبنان
وأقطار الدنيا، ومُريعة للطابورِ الخامس والعملاءِ صهاينة الداخل، ومُروِّعة
لإسرائيل وأعوانها في العالم!