بمناسبة الحديث عن الهمّة في عام "الهمّة المضاعفة" قد
يشكو البعض-مع علمهم بأهمية الانطلاق في شؤون الحياة بهمّة عالية وضرورة مضاعفة
جهودهم لتأدية الأعمال المنوطة بهم-قد يشكون من الابتلاء بضعف الهمّة، وشدّة وهنها،
وقصورها عن إتمام الأمور التي يصبون إليها على صعيد الحياة الشخصية والعملية، وذلك
رغماً عن إرادتهم. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الوقوع في مثل هذه الحالة يأتي نتيجة
أسباب عديدة، على المبتلين بها البحث عنها لإخمادها، هذا بالإضافة إلى الكثير من
الأفكار والخطوات التي قد تساعد وتدفع باتجاه معاودة الشعور بتوهج الهمّة وعلوها في
نبض قلوبهم.ولعل هذه أهمها:
- الاستغراق بالتفكير بأهمية وعظمة ومكانة الدور أو الأدوار التي يؤديها الواحد منا
في مسرح الحياة في أي موقع كان، وهذا التفكير يدفع تلقائياً باتجاه ضرورة تحمُّل
المسؤولية، ويقود إلى شحذ الهمّة والعزيمة والنهوض والانطلاق لإثبات الجدارة
والقدرة على القيام بالواجب كما يلزم.
- مجاهدة النفس ومعاكستها في رغبتها للاستسلام للكسل والخمول، والوقوف بوجهها بقوّة
وتحدٍّ وإصرار وثبات للتغلب على الشعور بالوهن، وهذه الخطوة مهمة لتعويد النفس على
الصبر على المكاره، مع ضرورة محاسبتها عند كل تخاذل وتقصير.
- مراجعة وتذكُّر الأهداف والمخططات التي رسمها الشخص لنفسه، والإحساس بقيمتها
وأهمية تحقيقها مع الالتفات إلى ضرورة استثمار أيام العمر، وعدم تضييعها قبل فوات
الأوان.
- اعتماد التنظيم والمباشرة إليه فوراً في جميع الجوانب، لأن التراكم والفوضى
يضعفان الهمّة ويربكانها ويلقيان بها في دوامة التخبط والتسويف.
هذا بالإضافة إلى غيرها من الخطوات التي يبقى على رأسها الاستعانة بالله العلي
القدير، والتوكل عليه، ودعاؤه للتوفيق والتسديد لما فيه رضاه.