يا من جراحكِ أسكنت أنّات الليل وأخذت بيد طيفِ شهيدها، يا من أنفاسكِ تسابيح
شوق، وأنّاتكِ نجيع صبر.
يا أمّ العيدِ هذي دموعك الفضيّة تعرّج على رسم القبور، ليصبح الملحُ جرحاً والجرح
ملحاً، فيغصّ التراب ويشتاق البخور..
رائحة الراحلين ما زالت على وجهكِ القدسيّ، وهالة نوركِ من عطر الشهيد تُثير فينا
نزف الجراح، لتئنّ الأرواح ثمّ تستكين.
ما زالت تلويحة يدكِ أمام الملأ البكّاء معلّقة على ذاكرة القلوب..
جاء الخبر، روى التراب ماء روحه فاستفاضت الأرض يقيناً حتى عانقت السماء، مشت قطعة
من مخمل الجنّة إلى الروضات، أخذت تذكاراً من عصباتهم، مرّغت هامتها برخامهم،
قبّلَت جرح الأعتاب، تنهَّدَت آيات ألم.. من ثمّ عرجَت لله لتقول له: يا ربّ هذه
دماء الشهداء أصبحت داخلي؛ اللهم تقبّل منّا هذا القربان وبارك لي بدمائهم..
مريم عبيد