صَفَرٌ، تجَلْببتِ السَّماءُ تألُّما
فيهِ توارى البْدرُ في كبدِ السَّما
فتَّوشَّحتْ مشبوبَةً بسحابةٍ
تَفري بطيَّاتِ الغياهِبِ أنجُما
فالشَّمسُ والأفلاكُ تنْتحِبُ الأسَى
والكوْنُ ودَّعَ بَدْرَهُ مُتألِّما
والَّليلُ قد أرْخى بأستْارِ الدُّجى
والفجرُ أضْحى بالسَّوادِ غمائِما
* * *
أرثيكَ يا طهَ الرَّسولَ قصيدةً
وأجودُ في أوْزانِها متنظِّما
تسجدْ قوافي الشِّعرِ خاضعةً هُنا
في مَحْفلِ الأشْعارِ كيْ تَتَعظَّما
في ذكرِ آلِ محمَّدٍ والمُرْتضى
تَتَعطرُ الأفواهُ طِيباً بلْسَما
تبْكيكَ أحْداقُ الْبَريِّةِ حنْظلاً
فتفيضُ مِن دمْعِ المَعينِ مُتيَّما
فبكتْ لفقدِ المُصْطفى أمُّ الحَسنْ
وعليُّ والحَسَنانِ جُلَّى مأتما
في يومِ ذكِراكَ الأنامُ سَترتدي
ثوبَ الدَّيَاجي في غِمارٍ قدْ نَما