إلى الشهيد عماد مغنية..
بكتْكَ الديارُ.. بكتْكَ الميادينُ..
ناح وهام حِماكْ
عمادُ تمهَّلْ.. إلى أين يا فارس الساح تمضي
وكلُّ القلوبِ فِداكْ
أَلا قلْ لنا قبلَ هذا الرحيلِ
متى نلتقي.. فنُلملمَ بعضَ رؤاكْ
وهلْ يدركُ الموتُ أنَّ جراحَكَ فينا
روافدُ عشقٍ.. وأَنَّ أَسانا أساكْ
وأن العواصفَ لا ترتقي فوق ما في عُلاكْ
فأنتَ غرسْتَ.. وأنتَ رويْتَ
وهيَّأتَ للأرضِ عشقاً وسيفاً
ففي كلِّ مترٍ رياضُ شهيدٍ
وفي كلُ سفحٍ بيارقُ عِزٍّ تُحاكْ
لماذا مضيْتَ؟!
فهامتْ فلسطينُ وجداً بفارسها
لماذا بقيتَ؟!
فلم ترضِ الحورُ في الجنَّتَيْنِ سواكْ
رحلْتَ فنلْتَ.. رجعْتَ ففزْتَ
فوحدَكَ بين الملايينِ رمزُ حياةٍ
ووحدَكَ في روضةِ الشهداءِ.. مَلاكْ
***
عمادُ تقدَّمْ.. وحُلَّ الوِثاقْ
وأسرجْ خيولَكَ قبلَ الفراقْ
فهذا الجنوبُ يئنُّ
وغزَّةُ حنَّتْ لمرأى البُراقْ
وجرحُكَ ما زالَ ينزفُ في الرافدينِ
ويورقُ في قسماتِ العِراقْ
***
عمادُ تمهَّلْ.. وأسرجْ خيولَكَ بالريحِ فوقَ التلالْ
فلسطين تشتاقُ وجهَكَ
يا سيدَ العاشقين وأَبهى الرجالْ
وتشتاقُ وجهَكَ كلُّ البدورِ وكلُّ الظلالْ
مُحالٌ غيابكَ دوماً.. مُحالْ
فإنْ زمجرتْ عاتياتُ الليالي
وضاقَ الحصارُ.. وضاقَ المجالْ
تهيَّأْ..
فسوفَ تناديكَ كلُّ الرجالِ: تَعَالْ..
د. محمود حمد سليمان