الشاعر إبراهيم هارون
|
هو السفينة للغرقى وقد صمدت |
مهما تعالى من الطوفان طامره |
|
وهو الحبيب الذي أرنو لرؤيته |
مهما فقدت بها شلواً تطايره |
|
ما كَلَّ زائره ما مَلّ ناظره |
ما ذل ناصره ما ضَلّ شاعره |
|
هو النشيد الذي في لحنه رقصت |
أرواح شيعته عشقاً تشاطره |
|
توافدت ترتمي في حصنه فبه |
تلقى الحياة وتلقي ما تخامره |
|
به تروِّي زماناً جفّ وأبله |
لكي يفوح من الآمال شاغره |
|
تسبّح الله في كهف به سكنت |
هل تطمئن قلوبٌ لا تذاكره |
|
لو قطّعوا فيه أوصالي وما حملت |
وكشّر الحقد خافيه وظاهره |
|
لما لقوا بين ذراتي وأعظمها |
إلا الحسين حبيباً لا أغادره |
|
إنْ تلتقِ الأنسَ نفسي، فهو مؤنسها |
أو دقّ ناقوسُ قلبي، فهو ناقره |
|
الباسط الكفّ من تحت الكساء إلى |
كفِّ المحبين والسلوى تذافره |
|
والمسكر الناس من حلمٍ ومن أدبٍ |
والناشر الجود لا تخفى جواهره |
|
والطاوي الكشح للمسكين معتكفاً |
والمطعم العبد إما ضَنَّ آسره |
|
والكاظم الغيظ عن قوم إذا جهلوا |
والمنزل الموت إما ثار ثائره |
|
والفارس الأوحد الصنديد، ما صمدت |
له الأسود إذا شدّت أظافره |
|
ما زال في جنة الرضوان سيدَها |
وفي الدنا ترتقي دوماً مفاخره |
|
هو الحسين ومن مثل الحسين حماً |
عند الوطيس إذا حلت فواقره |
|
يصيح هيهات منا أن نذل ولم |
نذق من الصبر ما الرحمن عاذره |
|
فقارع الجبت والطاغوت محتسباً |
وقلَّ إلا من العباس ناصره |
|
فبات في الحِلّ والتأريخ فارسها |
وظلّ في غَضَبِ الجبار واتره |