مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

آداب ومستحبات: أكرِموا الله... من كرمه


السيد سامي خضرا


"اللهم وهَبْ لي صدق الهداية، ولا تفتنّي بالسّعة... وفـّقني للبر والإنفاق، واكفني مؤونة الاكتساب، وارزقني من غير حساب"(1).
ماذا يُجدي البخل :
لماذا يكـون المـرء بخيـلاً، وقـد وهبـه الله المنان الواهـب..... العطايا؟!
ولماذا يمنع المال، مَنْ وُهب مالاً وفيراً، ورزقاً كبيراً؟!
وهل البخيل يعيش أكثر من غيره، أو يرزق أكثر من غيره، أو يتنعم زيادة عن الناس؟
وهل البخل يزيد في العمر؟...


* البخل صفة قديمة قبيحة:
لكننا نلاحظ في كل عصر جماعة من البخلاء الذين يجعلون أيديهم مغلولة إلى أعناقهم...حتى أخذت تُضرب بهم الأمثال، وتتـناقل قصصهم الأجيال، وحتى أن كتبا صنـّفت في شأنهم وشأن أحوالهم. عجباً كيف يطلب العبد من ربّه جنة ونعيماً، وحوراً عيناً، وولداناً مخلّدين، وأرائك وحريراً... وقصوراً وسريراً... ثم يبخل على إخوانه بقليل من المال أو المتاع!!. ورد عن مولانا علي بن الحسين عليه السلام: "إني لأستحيي من ربي أنّي أرى الأخ من إخواني ، فأسأل الله الجنة، وأبخل عليه بالدينار والدرهم ، فإذا كان يوم القيامة قيل لي: لـو كانـت الجـنة لـك، لكنت بها أبخل وأبخـل وأبخل"(2).

* البخل حرام:
ويحرم منع المؤمن ما يحتاج إليه عند ضرورته، لذلك أفتى الفقهاء "رضوان الله عليهم" بجواز التصرف في أموال الغير، بـل بـوجـوب ذلـك عنـد الضرورة(3). ورد عن مولانا الصادق عليه السلام: "أيُّما مؤمنٍ منع مؤمنا شيئا مما يحتاج إليه، وهو يقدر عليه من عنده، أو من عند غيره،أقامة الله يوم القيامة مسوداً وجهه، مزرقةً عيناه، مغلولةً يداه إلى عنقه، فيقال: هذا الخائن الذي خان الله ورسوله ثم يؤمر به إلى النار"(4).

* البخل حرمان:
ولو أردنا أن نضرب مثلاً من واقعنا، فكم من الأغنياء والميسورين يملكون شققاً وبيوتاً مقفلة مظلمة... بينما عائلات بكاملها مهجّرة من بيوتها وأراضيها، وإن شباباً وشابات في عمر الزهور يمتنعون عن الزواج، وعن تأسيس بيت الزوجية الحالم لأنهم لا يجدون بيوتاً ولا غرفاً تؤويهم...! مئات بل آلاف المنازل مقفلة ومعطّلة عن الحركة والأطفال... وأجيال تكبر ويكبر معها الهمُّ والكابوس لا تجد لها مأوى...فلماذا لا يُعطي هذا الغنيّ أو الميسور منزله الذي لا يحتاجه, لعام أو عامين قربة إلى الله تعالى، واسترضاءً لنيل شفاعة الإمام الصادق عليه السلام، الذي يقول: مَنْ كانت له دار فاحتاج مؤمنٌ إلى سكناها، فمنعه إياها، قال الله عز وجل: ملائكتي، أبَخِل عبدي على عبدي بسُكْنى الدنيا، وعزّتي لا يسكن جناني أبداً"(5).

"فالإعارة" من سُنن الإسلام, ودرجت العادة في قرانا على إعارة بعض الحاجات والآلات، خاصة في بعض المواسم كأيام الصيف والمؤونة، فيستعار المنخل والماعون والمنجل وما يحتاجه الناس لإعداد البرغل والزعتر والشراب والمربَّى... ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)  الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)) الماعون ونهى مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يمنع أحد الماعون جاره، وقال: من منع الماعون جاره، منعه الله خيره يوم القيامة، ووكله إلى نفسه، ومن وكله إلى نفسه فما أسوأ حالَه، إلى أن قال:  ومن احتاج إليه أخوه المسلم في قرض وهو يقدر عليه، فلم يفعل حرَّم الله عليه ريح الجنة. إلى أن قال: ومن أكرم أخاه المسلم فإنما يُكرم الله عز وجل"(6). وعن مولانا الصادق عليه السلام: "أيُّما مؤمنٍ حبس مؤمناً عن ماله وهو محتاج إليه، لم يُذقه الله من طعام الجنة، ولا يشرب من الرحيق المختوم"(7).


(1) الصحيفة السجادية، ص115.
(2) وسائل الشيعة، ج16، ص387.
(3) وسائل الشيعة، ج11، ص598، ح1.
(4) وسائل الشيعة، ج11، ص599، ح1.
(5) وسائل الشيعة، ج11، ص600، ح3.
(6) وسائل الشيعة، ج11، ص600، ح5.
(7) وسائل الشيعة، ج11، ص601، ح6.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع