*رسالة من الحصار
أخرج من جيب لباسه العسكريّ ورقة صغيرة، وبدأ الكتابة بصعوبة:
"عزيزي الصغير، اليوم يصبح عمرك 23 يوماً وأنا لم أرَك بعد. ثلاثة أيّام ونحن في
الحصار هنا، دون قطرة من الماء. كنت أعلم منذ رحلت عن المنزل أنّني لن أعود. الآن
بتَّ رجل بيتنا الصغير. انتبه لأمّك وأختك. الأعداء يقتربون. أسمع صوت رشّاشاتهم،
وصوت الجرحى يصرخون: "يا حسين". سيصلون إليّ بعد دقائق.
ابني العزيز، ربّما يأتي من يقول: لقد أخطأ والدك بذهابه إلى الجهاد. لا تحزن، بل
أجبه بقوة: "ذهب أبي... لتبقوا أنتم".
(رقية كريمي - أحداث نُبُّل والزهراء)
* الأرض تعرفهم
رأيتُ سريّة شبّانٍ تشقّقت شفاهُهم من الحرّ والجفاف، يسيرون بين بساتين الكرز
الأحمر والأسود والأصفر، يحكي تدلّيها رسالة النضوج، ويرسل بريقُها ذبذباتِه
المنعشة طالبةً من تلك الشفاهِ الذابلة قُبلة، وسمعتُها بأذن القلب تجيبها:
"إنّ الذي أمرنا أن نكون الذابلات، نهانا أن نخون الأمانة".
(رأيتُ في الجرود، الشيخ أكرم بركات)
* إنّ كنت تقود سيّارتك:
1- لا تسرع، قد تنجو مئات المرّات من الحوادث، لكن مرّة واحدة كافية لأن تكون
القاضية. فلا تستهتر بحياتك وبمن معك وبالآخرين الذين على الطريق.
2- لا تتبادل الحديث من نافذة سيارتك مع سائق سيارة أخرى في وسط الشارع، وعشرات
السيارات الأخرى تصطفّ خلفكما.
3- إذا زاحمك أحد بسيارته فلا تزاحمه، ولا تسئ إلى من أساء إليك.
4- لا توقف سيارتك إلى جنب الطريق بطريقة تسيء إلى الآخرين، أو تساهم في زحمة السير.
5- لا تزعج الآخرين بأبواق سيارتك أو دراجتك، واعتمد الفلاشات الضوئيّة لتنبيه
السيارات.
* وصيّة شهيد
"وإنّي أوصي كلّ حُرّ وشريف في هذا العالم، وكلّ من يُقرّ بالعبودية لله سُبحانه
وتعالى، أن يُناصر من يُحارب الظلم والفساد وأن يكون مع راية الحقّ راية أبي عبد
الله الحسين عليه السلام؛ لأنَّ هذه الراية تُدافع عن الأرض والعرض وعن المُقدّسات،
فإنّي أذكّركم بأن تستعدّوا لسفركم سفر الآخرة، وحصّنوا زادكم قبل حلول أجلكم،
واعلموا أنكم تطلبون الدنيا والموت يطلبكم. فإذا أردتم عزّاً بلا عشيرة وهيبة بلا
سلطان، فاخرجوا من ذُلّ معصية الله إلى عزّ طاعته".
الشهيد حسان عبد اللطيف الجمل
* لفتة ولائيّة
"العسكريّ يجب أن يكون في جميع حركاته وسكناته مرتّباً ومنظّماً، حتى في لباسه.
وأقول دون مبالغة: إنّ عدم رعاية هذا الانضباط العاديّ (كالاهتمام بأزرار القميص
مثلاً) لا يبعث على الاطمئنان في ساحة الحرب، حيث ستكون أرواح الآخرين على عاتقه".
الإمام الخامنئيّ دام ظله
* يتدبّرون
﴿وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ﴾ (المدثر: 45).
صمتٌ يقربك إلى الله، خيرٌ من كلمة تضحكك قليلاً هنا، وتبكيك كثيراً هناك. فحين
يهيم من حولك في كلّ وادٍ يغتابون ويهمزون ويلمزون، كن أنت الأصم ولا تأكل معهم لحم
إخوانك.