نهى عبد الله
السلام عليكِ..
ستُتِمّين هذا العام 1379 عاماً، وإنّه لعمرٌ مديد، لكن ليس أمام إنجازاتك العظيمة،
حين تحترفين صنعة "الإحياء"، أيّتها الجليلة. أقلتُ "الجليلة"؟! رغم أنّهم ينادونك
بالذكرى "الحزينة". حسناً، فالعلاقة بين الحزن والصحو غامضة، لكنّك أحسنتِ البوح
بها. حين ولجت في قلوبنا بإنبات الرحمة والرأفة، وشيئاً فشيئاً غسلتِها بالدمعة
الساخنة، التي أذابت صدأ القلوب، ثم رويتِها حين كان يُخشى عليها من اليباس، فاهتزت
وربت.
سأبوح لك بسرّ، عندما تأتين، نتحرر من نفوسنا التي نُحتجز داخلها كل العام، نخلع
أعباء الدنيا، ونذهب على بساطك إلى الحسين عليه السلام، وهناك لا نرى.. سوى الله.
لطالما صاحبك نورٌ كَلل سربالك الأسود، فجعلتِ من الحداد الهادئ، هديراً يخلق ثورة،
ومن الدمعة سيولاً جارفة تنتزع جذور الطغاة، وأصبحتِ كابوساً يقضّ مضاجعهم، ويُجمّد
حركتهم. أصبحتِ كلمة المرور الوحيدة، التي تبدأ بها أشرف الثورات، تضعين الشروط
والحدود، وترسمين القضية، "كلَ يوم عاشوراء، وكلّ أرض كربلاء"، وتلدين النصر
حُساماً أبيض.
1379عاماً، وأنت تُلقنين الإنسان كيف يدخل معسكر الحسين عليه السلام، في كل عام.
والهدف هو معسكر الحسين عليه السلام القادم، المهدي القائم عجل الله تعالى فرجه
الشريف، وهو سبب هذه الرسالة.
يُقال إنّه سيُعلن عن نفسه حين تأتين، وسيُعلن عن أنصاره، الذين عرفتِهم أنتِ
وجهّزتِهم بحنكتك، وأورثتِهم صبراً وعزماً، لن أسألك كم سيبلغ عمرك حينها؛ فهو سرّ
الله، لكن أسألك أن تطرقي باب كلّ قلب بقوّة؛ ليكون حسينياً، قبل ذاك الوقت.