مهداة إلى أرواح بعض من شهداء سريّة النور (الشهداء القادة: الحاج علاء، والحاج
أبو أدهم، ولواء الحسين)(*)
في 14/5/1992م، ليلة عمليّة اقتحام موقع علمان الشومريّة، كانت هذه الصورة عند
رجوعنا من مناورة العملية، حيث كانت هذه آخر صورة للشهيد عبد الله صوفان (لواء
الحسين) [الأول يساراً] الذي استشهد في اليوم الثاني أثناء اقتحام الموقع. ولكن
المفارقة أنّ جسده تطاير أثناء العمليّة كما أحبّ أن يستشهد كمولاه أبي عبد الله
الحسين عليه السلام، وإلى الآن جسده الطاهر لم يُعثر عليه، وفي الوسط الشهيد القائد
حسين ناصر (الحاج أبو أدهم) ارتحل أيضاً دون رأس ولا يدٍ وبقي جسده ثلاثة أيام على
ساتر موقع سجد وأُسر جسده إلى فلسطين مدّة سنة ونيف، كما أحبَّ أن يستشهد كمولاه
أبي عبد الله الحسين عليه السلام، فلحق برفيق دربه "لواء" عام 1998م، أما الثالث
فهو الشهيد القائد علي فياض (الحاج علاء)، الذي بقي بعد "لواء" والحاج أبي أدهم،
وهو يحنّ إلى اللقاء رفاقه، فكانت شهادته بعد فتح طريق خناصر في حلب عام 2016م،
وبقي جسده أياماً عدّة محاصراً على الرمل، كما أحبَّ أن يستشهد كمولاه أبي عبد الله
الحسين عليه السلام، فلحق برفاق دربه وجهاده، بلواء والحاج أبي أدهم وبشهداء سريّة
النور بعد ستة وعشرين سنة.
أمّا السرّ في شهادتهم مقطّعين أو مأسوري الجسد فهو أنّهم واظبوا على قراءة زيارة
عاشوراء يوميّاً، حيث كانوا مع مجموعة من المجاهدين في سريّة النور قد عاشوا حياة
جهاد لمدّة طويلة: قرآناً، وصلاة جماعة، ومحبّة، وإخلاصاً، وصلاة ليل، وزيارة
عاشوراء، وإيثاراً، وأخوّة، فكان الشهيد يسقط تلو الشهيد، وكان العهد خلف العهد
باللحاق ببعضهم بعضاً إلى أن استشهدوا جميعاً، ولم يبقَ منهم إلّا بعدد أصابع اليد
الواحدة وهم ينتظرون وما بدّلوا تبديلاً...
الحاج سلمان سلمان
(*) استشهد الشهيد عبد الصفوان (لواء الحسين) في تاريخ 5/1992، والشهيد القائد حسين ناصر (الحاج أبو أدهم) في تاريخ 5/1997.