ديما جمعة فوّاز
السلام عليكم، أنا أمّ لثلاثة فتيان وفتاة صغيرة، أواجه
مشكلة مع ابني محمد، وهو كبير إخوته، عمره 16 سنة، وهو شابّ مجدّ ومهذّب. ورغم
مزاجه العصبيّ إلّا أنّه يعمل على تطوير مهارات الصبر وكظْم الغيظ. محمّد شاب ملتزم
دينيّاً ويواظب على العديد من المستحبّات. مشكلتي معه أنّ شكله الخارجيّ لا يمتّ
إلى جوهر شخصيّته بأيّ صلة؛ ما يسبّب لنا دائماً حرجاً مع المحيط العائليّ
والأصدقاء. فهو يرفض أن يقصّ شعره، بل يفضّله أشعثَ غير مرتب، ويرتدي ملابس بألوان
غير متناسقة، ويؤكّد لي دوماً أنّها الموضة.. وبين رغبتي في مجاراة رغباته وإيماني
أنّ الشكل الخارجيّ يلعب دوراً أساسيّاً في تقييم المجتمع، أمضي كثيراً من الوقت
بالتشاجر معه ومحاولة تقريب وجهات النظر بينه وبين والده الذي ينزعج منه كثيراً.
ماذا أفعل؟ وكيف أقنع محمّداً أنْ يعدّل من شكله ولا ينجرف مع الموضة التي تتعارض
مع قيمنا الإسلاميّة؟
الحل:
وعليكم السلام ورحمة الله، أم محمد العزيزة، نشكر ثقتكِ بنا، وسنورد لكِ مجموعة
نصائح نتمنّى أن تساعدكم.
بدايةً، من المفيد أن تحدّدي سبب غضبك من تسريحة شعر محمّد وأسلوبه في اللّباس، وهل
أنّ انزعاجك نابع من خوف الحرام وتأثيره على تديّنه أو لأنّه يُحرجك أمام الرفاق
والأهل؟
1- إذا كانت تلك التسريحة لا تتعارض مع تديّنه وليس فيها تشبّه بالنساء أو حرمة
شرعيّة، وكان غضبك لمجرد أنّها لا تتوافق مع رضا الناس، فمن الجيّد أن تعيدي
حساباتك وتتفهّمي رغبتَه في هذه المرحلة من عمره بالتميّز والتمتّع بخصوصيّة شكله
الخارجيّ.
2- استعملي الكلمة الحسنة معه كي توصلي إليه الفكرة، وتجنّبي الصدام الحادّ؛ فمحمد،
حسب قولك، شابّ مميّز. عبّري له عن فخرك بالعديد من الصفات التي تميّزه، واطلبي منه
أنْ يحدّد قدوته في الحياة وأن يحرص على أن تكون إسلاميّة وليست غربيّة.
3- من خلال فكرة القدوة، تستطيعين أنْ تساعديه في تحديد الشخصيّة التي يحب أن يكون
لها انعكاسٌ في حياته؛ لأنّ الموضة الحاليّة صنيعة نجوم أجانب -مع الأسف- يحبّها
الشباب ويتماهون معها؛ أو أن تلفتي نظره إلى شخصيّات ملتزمة، وخاصّةً شهداءنا
الأبرار وتحدّثيه عمّا يتميّزون به من تواضع في المظهر أيضاً، فإنّه حتماً سيجد
فيهم من يتأثّر به.
4- عليك بالتعامل بذكاء لإقناع محمد بما تريدينه، ومن ذلك أسلوب الأسئلة والتحاور
معه. ولمزيد من التوضيح، سنورد لكِ مفاتيح الحوار التي من الممكن أن تعتمديها معه:
- لماذا تعتمد قصّة الشعر هذه دون سواها؟ بمن تذكّرك؟ هل تحبّ هذه الشخصيّة
وتقلّدها؟ هل تعتقد أنّ هذه الشخصيّة محطّ ثقة وتستحقّ أن تتّخذها قدوة؟ ألا تعتقد
أنّك كشابٍّ ملتزمٍ وواعٍ قدوة بدورك لغيرك من الشباب ولإخوتك؟
- أنا أعلم أنّ الشكل الخارجيّ ليس مؤشّراً على باطنك الطيّب، ولكن أيضاً لا يمكننا
أن ننكر أهميّته وتأثيره على الآخرين.
- يمكنك أن تقصّ شعرك بهذه الطريقة لمدّة زمنيّة محدّدة، ولكن عليك أن تدرك أنّني
لا أحبّ أن أراك في هذا المظهر، وأتمنّى لك أن تكون أكثر دقّة في الاختيار.