بغى الزمنُ، انتشى السقمُ الذليلُ
وعشَّشَ في صدوركمُ العويلُ
فواحزني على أمجادِ عربٍ
غزا أحلامها كفّ عميلُ
أَرُمتِ بغير إحسانٍ سموّاً
وكبشُ سموِّكِ قدس نبيلُ؟
ترى الأعداءَ قد قبضوا عليه
أيا لهفي على دمٍّ يسيلُ
فدمعُ صغارِه حممٌ تفورُ
وذبحُ نقائه أمرٌ مهولُ
تُراكِ كيف يكسوكِ اصطبارٌ
كأنَّ النصرَ مقبضُك الجليلُ
أما خجلت بصائرُك وبعدُ
أما نبتَتْ بمُهجتك الأسيلُ
كفاك أمّةَ الأعراب ذلاّ
يُحلُّ البغي، كي يحيا الرذيلُ
أشيحي تلكمُ الآثامَ هلاّ
بثوراتٍ هي العصفُ المهيلُ
فيربى غرسُك العطشان حرّاً
على الأرض ويرويه الزلالُ
ونرقى نحو مسجدنا افتخاراً
يجلبُنا التقى، ويكُ ابتهالُ
يضم دماءَ أرواحٍ تفانت
تضيء المسجدَ ليُرى السبيلُ
نسرين البدوي